وأناخ الجملين، فهبط الستر وابتدأ التمثيل، فإذا انتهت الرواية ضرب الحقريف البعيرين بعصا فنهضا، فحجب الستار المسرح عن القوم وانتهت الرواية.
وقد أشار إلى هذه العادة أبو العبث الشوفاني في موشحته الأندلسية الشهيرة التي مطلعها:
يا شوق قلبي لل «مثال»، يا ليلة
البدر فيها قد استدار
والجمع حشد كالرمال، يا صرخة
تعلو إذا هبط الستار
ويدي على كتف الحبيب تلاعبه
طعبروس
نهض عريف الآلهة عن كرسيه الحريري، وتمطى تعبا فرحا، ثم انتزع من جيبه الهائل محرمته الحريرية الخضراء، وراح ينظف صولجانه الذهبي متكلما فيما هو ينظف: «يا له من يوم غني الحوادث!» فأجابه صدى من متملقي البلاط: «يا له من نهار غني الحوادث!» وتابع العريف كلامه: «لقد أنزلت عن عاتقي معظم عناء شئون حكم الكرة الأرضية، إن الحكم المباشر كان خطأ، لقد أبهظ كتفي، وإني وجدت الإنسان - مثلما هو في قرارة نفسه - يهوى تعدد الزوجات، كذلك هو في صميم مشاعره يؤثر تعدد الآلهة، لقد أرسلت لبني البشر سربا من آلهة: واحدا للمواسم، وآخر للحب، وغيره للصواعق، لكل شعور، وغريزة، وحادثة إلها، ولم يبق لي إلا أن أقرأ التقارير وأصدر الأوامر.
وأمسك مدير البروتوكول السترة، فأنشب عريف الآلهة في كميها ذراعيه، وفيما هو يتهيأ للانصراف، سمع نأمة من زاوية الديوان تقول: لماذا أهملتني يا سيدي؟
ناپیژندل شوی مخ