بائع الكعك :
العدل أساس الملك، كعك سخن! (الستار)
إلى المخرج
هل تذكر عداءنا في «نخب العدو»؟ لئن كنت مثلي حقودا، فليهنأك هذا الظفر، أما تراني الآن بين قدميك؟
لقد أخبرتك في «نخب العدو» أني أمقتك وأنك تمقتني، وأن رفقتنا في تلك السفرة المسرحية شركة فرضها علينا الفن، وإني أصارحك الآن أن خيلائي كان سببها ثقتي أن «نخب العدو» ناجحة أيا كان مخرجها، أما هذه المسرحية «حفنة ريح» فجناحها ذو لون آخر، هي طائرة صغيرة محكمة البناء، كل قطعة منها جيدة العنصر رصعت حيث يجب أن ترصع، وهي ملأى بالوقود الجهنمي يتفجر قوة، ففي استطاعتك أن تهبط بها إلى الهاوية أو تصعد بها إلى المريخ.
أفهمت لماذا أنا الآن بين قدميك؟
أنت وأنا - المخرج والمؤلف - شريكان في كل جهد مسرحي، غير أن حصتك في هذه الرواية هي الكبرى، حتى لأصبحت أنا كدمية مهملة.
والآن هلا سمحت لي أن أحدثك بكل خضوع عنها؟
وجيه
كنت أتزود من الحياة العبر؛ لأؤلف منها مسرحية كبرى؛ إذ ومضت «حفنة ريح» وتراقص أشخاصها أمام عيني، وتدافعت حوادثها قبالة بصيرتي، وراحت تلح علي أن أدونها قبل المسرحية الكبرى، فلما حبكت تصميمها وجدتها كاملة الأوصاف إلا ... إلا أن «وجيه» بقي على المسرح منذ أن ارتفع الستار إلى أن هبط، وغير خاف عليك أن النظارة تمل من يحتكر المسرح، وأن الممثل يجهده مثل هذا الموقف المستمر، فرحت أتأمل، وما زلت أحتال على «وجيه» وأفكر وأدرس وأشتغل، حتى تيسر لي تنحيته عن المسرح بحادثتين معقولتين.
ناپیژندل شوی مخ