حافظ نجیب: د ادیب محتال
حافظ نجيب : الأديب المحتال
ژانرونه
وفي مساء أحد الأيام، تسمع الملكة صوت موسيقى جميلة تنبعث من حديقة قصرها، يصاحبها غناء شاب جميل، وفي الصباح وجدت الملكة باقة من الزهور بصحبة ورقة مكتوب عليها القصيدة المغناة في المساء، وضعها الشاب المغني. فحاولت الملكة معرفة شخصيته دون جدوى، حيث تكرر الغناء وباقات الزهور والقصائد المكتوبة عدة مرات. وفي يوم كانت الملكة تركب مركبتها الملكية وتتجول في الغابة، وفجأة أصيب حصانها بحالة هياج، فأسرع في الجري متجها نحو النهر، فاستغاثت الملكة، فظهر فارس على حصانه، وأنقذ الملكة بأن قفز في مركبتها، وقطع سرج الحصان، وأنقذ المركبة من السقوط في النهر. فتشكر الملكة الفارس، ويدور بينهما حوار، فتعلم الملكة أنه المغني الشاب الذي تريد معرفة شخصيته. ومن خلال هذا الحوار أيضا، يعلم القارئ أن هذا الفارس أو المغني، ما هو إلا حافظ نجيب أو بنفيه متنكرا.
ويطول الحوار بين الفارس والملكة، فتفهم الملكة أن هذا الشاب يعلم كثيرا من أسرارها الخطيرة، بل ويعلم من هو المخلص ومن هو الخائن من بين أفراد حاشيتها! ومن أهم هذه الأسرار، أن الملك قد أهدى خاتما ثمينا لزوجته الملكة، التي قامت بإعطائه لعشيقها دي توسكا، الذي باعه - كما باع خطاباتها الغرامية له - إلى الدوق هيس ويمر الألماني ألد أعداءها، كي يجمع أكبر قدر من الأدلة على خيانتها، كي يحاكمها أمام محكمة علنية تحكم عليها بالموت. وأمام هذه الأسرار الخطيرة التي يعلم بأمرها بنفيه أو الفارس، تشك الملكة في أمره، ولكنه يطمئنها، ويوعدها بأنه سيعيد إليها الخاتم والخطابات. ويبدأ بنفيه أو حافظ نجيب في خطة استرجاع الخاتم والخطابات من الدوق هيس ويمر، وذلك في ليلة رأس السنة؛ لأنه يعلم أن الدوق زير نساء، تعود على اصطياد الجميلات في هذه الليلة. وفي إحدى الحانات يرى الدوق امرأة جميلة، فيتعرف عليها. وبعد لحظات يحضر زوج المرأة، الذي لا يبالي بغزل الدوق لزوجته، مما جعل الدوق يألف وجود هذا الزوج. وبعد ساعات من السكر والعربدة، يذهب الجميع إلى منزل الزوجين.
وفي المنزل تنكشف الحقيقة ، حيث إن الزوج ما هو إلا حافظ نجيب أو بنفيه، وإن المرأة ما هي إلا ماري إحدى صديقاته، فيقومان بتخدير الدوق ووضعه في سلة كبيرة، وسجنه في قبو قصر قديم. ومع الضغط النفسي الشديد على السجين، يقر بمكان الخاتم والخطابات، حيث خبأ هذه الأشياء في مكان سري بسرير نومه. وينجح حافظ في الحصول على الخاتم والخطابات، وقبل أن يهرب يقبض عليه هافار رئيس البوليس، فيقوم بنفيه برش عين هافار بفلفل أسود، كان في جيبه، فيصرخ رئيس البوليس، ويحضر الخدم فيستنجد بهم بنفيه، موهما إياهم بأن هافار هو اللص، وبهذه الحيلة يهرب بنفيه. وفي محطة القطار تتكرر محاولة هروب حافظ وماري من هافار، الذي كان ينتظرهما للقبض عليهما، ولكنهما يهربان بعد أن أوهما قوة البوليس المنتظرة على رصيف المحطة أن هافار هو اللص، بعد أن تبادل معه حافظ الملابس.
وفي المشهد الأخير، نجد حوارا يدور بين دي توسكا وبين الملكة ناتالي، يشاركهما فيه بنفيه أو الشاب المغني أو الفارس أو حافظ نجيب، حيث يكشف أمام الملكة خيانة دي توسكا، بعد أن يعطيها الدليل على أقواله، وهو الخاتم والخطابات الغرامية المتبادلة بينها وبين دي توسكا. فتقوم مبارزة بين بنفيه وبين دي توسكا، كان الفوز فيها من نصب بنفيه، حيث قام دي توسكا بالهرب. وهنا يكشف بنفيه شخصيته الحقيقية للملكة، بعد أن يزيل وجهه التنكري، فتعلم الملكة أن بنفيه هو الفارس الذي أنقذها من الموت وهو المغني وهو أخيرا حافظ نجيب مرشدها السياحي في مصر، فتستعيد معه عبارات الحب والهيام، وتنتهي القصة.
أما الرواية الثالثة من روايات حافظ نجيب المؤلفة الطويلة. فهي قصة تقع في 78 صفحة، كتبها عام 1923، ونشرها في العدد رقم 28 من مجلة «العالمين»، بتاريخ 22 / 9 / 1924.
3
وهي قصة مصرية في موضوعها، حيث تناقش نفسية المرأة، وتأثير الحب عليها وعلى قلبها. وتعتبر من القصص المؤلفة تأليفا صرفا، حيث إن الروايتين السابقتين، من الروايات المتعلقة بحياة حافظ نجيب الشخصية.
أما رواية «ثورة العواطف»، فهي الرواية الرابعة من الروايات الطويلة المؤلفة، وتقع في ثلاثين صفحة، نشرها حافظ نجيب في مجلة «الحاوي» عدد 37 بتاريخ 2 / 5 / 1926. وهذه الرواية، تتشابه مع الرواية السابقة في تأليفها بعيدا عن حياة حافظ نجيب. وفكرتها تدور حول الصراع النفسي لفتاة صغيرة السن، أمام زواجها من شخصين أحدها رجل يضاعفها في العمر، والآخر شاب صغير مناسب لها في العمر! فتختار الفتاة الشاب، الذي يقسو عليها ويجعلها تندم في اختيارها. وفي كلمة ختامية لهذه الرواية، قال حافظ نجيب: «لقد كنت في زمن الشباب قويا أصرع خصمي في لحظة، فأصبحت بفضل الإهمال يصرعني الفأر إذا وثب علي، وتزهقني الذبابة إذا انحطت على كتفي. وكنت سابحا أقطع أميالا في البحر، فأصبحت يصيبني الدوار عند رؤية ماء النهر الوديع الساكن. وكنت عداء وثابا، فصرت إذا تحرك الترام من مكانه لا أقوى على الحركة للحاق به، أو للوثب على سلمه. وقيل عني إنني كاتب أرضي بعض قرائي، فلما انقطعت زمنا قصيرا لم أعد أحسن وضع القلم بين أصابعي، وأسأل ابنتي عن تهجئة الكلمات خشية الخطأ. كنت مصورا هاويا، وكنت موسيقيا أحسن التوقيع على آلتين، وكنت كثير النكات، فزالت كل هذه المعلومات بالترك. وقد كنت في زيارة في منزل صديق لنا - لبيب أفندي سعد المحامي - فأعجبت بمنظر بيانو جديد اشتراه، فدعاني للتوقيع عليه، فخشيت أن أحطم الآلة إذا امتدت إليها أصابعي فامتنعت. فالإجادة لا تتم إلا بانصراف الرغبة إلى عمل معين وبالمثابرة عليه؛ لهذا رأيت أن أجعل عنايتي موجهة خاصة لنشر الروايات المترجمة أو غيرها، وسيجد القراء من اليوم في «الحاوي» رواية تامة في كل عدد بالحجم الذي نشرت به رواية ثورة العواطف.»
4
وبالإضافة إلى الروايات المؤلفة السابقة، فهناك مجموعة أخرى من روايات حافظ نجيب، ولكنها مفقودة، منها «عواطف المرأة»، و«غرام الملك»، و«توت عنخ آمون»، و«شقاء العشاق». وقد علمنا بهذه الروايات، من إعلان نشره ناشر أعمال حافظ نجيب الروائية - وهو مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية الكبرى - في نهاية رواية «عضو البرلمان». كما توجد رواية أخرى بعنوان «كنوز السلطان عبد الحميد»، صدرت عام 1937.
ناپیژندل شوی مخ