حافظ نجیب: د ادیب محتال
حافظ نجيب : الأديب المحتال
ژانرونه
حافظ نجيب :
إيه رأيك يا جورج يا طنوس؟ أنا رايح أدور لي على دير من ديورة الأقباط أرجع أعمل فيه قمص زي زمان. دي الحكومة بتحرضنا على إننا نغير طريقنا وما نمشيش في السبيل السوي (تحدث ضجة في الخارج. ويدخل إسكندر مكاريوس صاحب اللطائف المصورة ومعه فؤاد مغبغب المحرر بها والدكتور خوري مديرها) .
58
وما يستفاد من هذا الحوار القصير، أن قصة تنكر حافظ في شخصية الراهب، واختفاءه في الأديرة القبطية، كانت من القصص المعروفة عند الجميع. هذا بالإضافة إلى أنها قصة لا يعلم حقائقها وخفاياها إلا اثنين فقط، حافظ نجيب وجورج طنوس، بدليل أن الحوار في هذا الأمر، كان بينهما فقط في هذه المسرحية!
وإذا كان جورج طنوس هو صاحب شهرة حافظ نجيب بين الناس، في أوائل القرن العشرين، بما كتبه عنه في كتابيه «نابغة المحتالين»، و«الراهب المسلم »، فإن أحمد حسين الطماوي هو صاحب شهرة حافظ نجيب، في أوائل القرن الحادي والعشرين، عندما كتب عنه مقالته الشهيرة «حافظ نجيب الفيلسوف المحتال»، في مجلة «الهلال، أغسطس 1994»! فهذه المقالة، كانت السبب في قيام - وباعتراف - ممدوح الشيخ بنشر «اعترافات حافظ نجيب»، تلك الاعترافات التي نتج عنها مسلسل فارس بلا جواد، ذلك المسلسل الذي أثار الضجة العالمية السياسية، تلك الضجة التي جعلت الكثيرين، ينهلون وينهبون مقالة الطماوي، سواء أشاروا إليه إشارة غامضة، أو صرحوا باسمه على سبيل الذكر - لا العرفان - أو أنكروه وأنكروا جهده!
حافظ نجيب ... الصحفي
سنتحدث هنا عن صورة أخرى، من صور حافظ نجيب المتعددة، وهي صورته كصحفي! فقد صدرت مجلة «العالمين» في 18 / 5 / 1922، لصاحبها عبد القوي الحلبي، ولكنها لم تصدر بانتظام في سنتها الأولى، وكان كاتب أغلب مقالاتها وقصصها الأديب كامل الكيلاني، الذي كان يوقع بحروفه الأولى «ك ك» على مقالاته وقصصه. أما مع بداية السنة الثانية لإصدار المجلة، في 10 / 10 / 1923، وتحت إدارة علي الحمراوي أفندي - دبلوم تجارة - وعلى غلاف العدد الأول، وجدنا هذه العبارة: «مجلة العالمين مجلة أسبوعية علمية أدبية اقتصادية روائية مصورة ... يحررها طائفة من كبار الكتاب أحدهم الكاتب الاجتماعي حافظ نجيب»!
أما أبواب مجلة «العالمين»، فكانت متنوعة، منها: الاجتماع، الأخلاق، الاقتصاد، الأدب المختار، التاريخ، التدبير المنزلي، الفكاهات والطرائف، التجارة، الزراعة، الألعاب الرياضية، الاكتشافات الحديثة، قصة الأسبوع، روايات مسلسلة، أخبار الأسبوع، حوادث الأسبوع المصورة. وفي الكلمة الافتتاحية، قال صاحب امتيازها: «وعدنا القراء ... بعزمنا على تأجيل إظهار المجلة وقتا ما، لانتقاء بعض كبار الكتاب ليشاركونا في تحرير المجلة، وللاستعداد لإظهارها كبيرة الحجم كثيرة الصور حافلة بالمواد العلمية والمختارات الأدبية. وها نحن ذا قد وفينا الوعد، فانتخبنا للمجلة طائفة من كبار كتاب القطر ستظهر أسماؤهم في ذيل الرسائل التي ننشرها لهم، وأضفنا إلى هذه النخبة الأستاذ «حافظ نجيب» الكاتب الاجتماعي الكبير الذي اشتهر في الشرق كله بما نشره بقلمه من الكتب الاجتماعية والروايات المشهورة، التي كانت في العامين الماضيين حديث القوم في كل مجتمع وسحرهم اللذيذ في كل بيت.»
وهكذا بدأ حافظ نجيب عمله الصحفي. وبالرغم من أنه لا يعتبر صاحب امتياز المجلة، ولا رئيس تحريرها، إلا أنه كان يقوم بأعبائها وحده! لدرجة أن هناك أعدادا كاملة قام بتحريرها بصورة كاملة! فعلى سبيل المثال، نجده في العدد الأول - للسنة الثانية - يكتب مقالة بعنوان التربية في باب أبحاث خلقية، ومقالة المرأة العصرية في باب أبحاث اجتماعية، وقصة طاهر وأمينة في باب قصة الأسبوع، وأخيرا يكتب الحلقة الأولى من القصة المسلسلة «الغرفة الصفراء» ... كل هذا في عدد واحد فقط!
ومن الملاحظ، أن حافظ نجيب كان يكتب في شتى أبواب المجلة، لدرجة أنه كتب في أمور ما كنا نصدق أنه كتب فيها، إلا بعد أن رأينا توقيعه الصريح عليها! فمثلا كتب مقالة بعنوان العروس الجديدة في باب «التدبير المنزلي»!
ناپیژندل شوی مخ