حافظ نجیب: د ادیب محتال
حافظ نجيب : الأديب المحتال
ژانرونه
18
وابتداع الحيل المختلفة، ومبتكر الأساليب المتنوعة في التخفي والهروب! فاستحق الألقاب العديدة التي خلعت عليه، مثل: نابغة المحتالين ... أرسين لوبين المصري ... الثعلب! وهذه هي الصورة التي جعلت من اسم «حافظ نجيب»، اسما مشهورا كان حديث الناس في أوائل القرن العشرين!
إذن ... الكذب والخروج عن الصواب، وعدم تحمل تبعات الأخطاء، بل وعدم الاعتراف بها، كانت الصفات التي لازمت حافظ نجيب منذ الصغر! وهذه الصفات كانت توقعه دائما في مآزق شتى، فكان يخرج منها عن طريق الحيل المختلفة ! فعلى سبيل المثال، نجده وهو طفل يهرب من المدرسة من أجل اللعب مع الأطفال، فيقابله جده لأبيه في الطريق فيمسكه ويسأله عن سبب تواجده في الشارع، رغم أنه من المفروض أن يكون في المدرسة؟! فنجد الطفل ينجح - في بادئ الأمر - في إيهام الجد بأنه طفل آخر غير الطفل حافظ! وفي ذلك يقول: «فهيأ لي الخبث أن أضلل ذلك الشيخ بصورة تبعثه على الشك في شخصيتي، خطرت لي الفكرة في سرعة ونفذتها بجرأة. صرخت في وجه جدي قلت له: «ما لك يا عم! عاوز مني إيه؟»»
19
فتجمع المارة ظنا منهم أن الجد رجل شرير يريد خطف الطفل، فقرروا تسليمه إلى البوليس. وعبثا حاول الجد إفهامهم الحقيقة، بسبب قدرة الطفل في تمثيل دوره، حتى حسم الأمر أحد المارة ممن يعرفون الطفل وجده، فتعجب المتجمعون من حيلة هذا الطفل!
وعندما كان حافظ في المدرسة عند عمه بأسيوط، أراد أن يعود إلى والده في طهطا من أجل اللعب مع أصدقائه، فهرب من منزل عمه عن طريق السير على قضبان السكة الحديدية، وعندما نجح في هروبه ضربه والده، فلم يجد حيلة للخروج من هذا المأزق إلا الكذب على أبيه، حيث اشتكى من عمه ومعاملته السيئة له، ثم نجده يعترف بأنه كذب في كل ما قاله عن هذا العم، كما مر بنا!
هذا فيما يختص بحيل حافظ نجيب عندما كان طفلا. أما أسلوبه في التنكر، فقد كانت له بداية طفولية أيضا! وكانت هذه البداية في قليوب، عندما كان يسبح في الترعة مع الأطفال، وكان والده ينهاه عن ذلك كثيرا، ولكنه لم يستمع لنصائح والده، حتى حدثت واقعة، قال عنها في اعترافاته: «حدث مرة أنني كنت أسبح في الترعة فرأيت والدي آتيا على جسرها من ضبط واقعة، كان على جواد وخلفه اثنان من العساكر، ففزعت وخشيت من غضبه، فهداني الخوف إلى خاطر سريع يسترني منه فنفذته بسرعة، دهنت جسمي كله ووجهي بالطين، ووقفت مع بعض الصبيان على جسر الترعة نلعب ونجري، فمر بنا حضرة المعاون وسمعته يقول لأحد الجنديين: «أهو الشقي حافظ بيعمل زي دول» فحماني هذا التنكر من العلقة التي كانت محتملة لو رآني.»
20
وعندما أصبح حافظ شابا، ساعدته الظروف على صقل هذه المواهب، خصوصا عندما عمل جاسوسا على ألمانيا لصالح فرنسا! ومن المؤكد أن المخابرات الفرنسية دربته تدريبا متقدما، حتى يصبح جاسوسا تعتمد عليه. وعلى الرغم من كشف أمره في أول مهمة تجسسية قام بها، إلا أن قدرته في تمثيل دور خادم أخرس في هذه المهمة،
21
ناپیژندل شوی مخ