حافظ نجیب: د ادیب محتال
حافظ نجيب : الأديب المحتال
ژانرونه
هذه هي النقاط الرئيسية التي تدور حولها اعترافات حافظ نجيب، ومن خلال تفاصيل هذه النقاط، نستطيع أن نظهر بعض صفات شخصية حافظ بصورة قريبة بعض الشيء، رغم ما يحيط هذه الاعترافات من شكوك، سنبين عنها في موضعها.
أول صفة نستطيع أن نضع أيدينا عليها، أن حافظ نجيب جاحد لأهله، رافض لمعيشتهم، فعلى سبيل المثال، نجده يقول عن والده: «والدي الذي سبب ما ذاقته أمي من عذاب وما لقيته أنا من هوان في بيت الجدين، وكان أيضا السبب في طردي أخيرا من النعيم الذي كنا فيه، ثم في عذاب الجحيم الذي تولاني في بيت والده الحاج حسن السداوي ... رحم الله الجميع ... وسامحهم ... وغفر لهم.»
2
ومن خلال الاعترافات، نجد أن حافظ نجيب كاذب في هذه الاتهامات! فوالده لم يكن السبب في عذاب والدته؛ لأن من عذبها هي جدته التركية. وإذا كانت الجدة عذبت ابنتها انتقاما من زوجها - والد حافظ - فالذنب يعود عليها، لا على زوج ابنتها. وإذا كان حافظ وجد بعض الهوان في حياته بعد ذلك، فهذا الهوان كان بسبب تصرفات حافظ، وبسبب الظروف المعيشية المتواضعة، تبعا للظروف الاجتماعية المحيطة بالأسرة. أي أن والده لم يكن السبب المباشر في هذا الهوان.
أما طرد حافظ من قصر الباشا التركي، فلم يكن لوالده يد فيه؛ لأن الوالد طالب بحضانة ابنه، وهو التصرف السليم الواجب على كل أب. وكان من الممكن قبول كلام حافظ نجيب هذا في اعترافاته، إذا كان قاله بنفسية الطفل وقتما حدثت هذه الأمور ... ولكن الحقيقة أن حافظ نجيب سرد هذه الأحداث، وأدلى برأيه في والده وهو في سن كبير وقبل أن يموت، أي وهو يدرك كل كلمة وأنه قصد هذه الاتهامات ومصر عليها، بدليل أنه يطلب من الله أن يرحمهم ويسامحهم ويغفر لهم!
هذا بالإضافة إلى أن حافظ نجيب كثيرا ما كان يتحامل على والده، وعندما يذكره يقول في بعض الأحيان: «الضابط» بدلا من كلمة «والدي»! بل ويجحد أسرة أبيه جحودا شديدا، عندما عقد مقارنة بينها وبين أسرة البستاني (الخادم) في قصر الباشا التركي، قائلا: «لم تكن هذه الجماعة في المستوى الخلقي لكل من عاشرت في سراي الباشا، حتى زوجة البستاني وصغارها، فهؤلاء كانوا أوضح وأحسن خلقا وأعظم اعتصاما في التصرفات .»
3
وفي موضع آخر نجد حافظ نجيب، يلصق بجده لأبيه صفة الجشع المادي، وينفي عنه عطفه على أحفاده، ويصف بيت هذا الجد بالقذارة! وفي ذلك يقول: «جدي الحاج حسن لم يكن راضيا عن وجودي بعيدا عن بيته، وكان يسعى في إصرار لنقلي إلى رعايته لا بتأثير العطف علي أو الرغبة في العناية بي إنما للحصول على ال 150 قرشا التي ترسل للدادة من والدي في كل شهر، وعاونت زوج أبي «جميلة هانم» ذلك الجد لتحقيق رغبته، فأطاع والدي مشورتها وأمر بنقلي إلى منزل جدي فاختل نظام حياتي من جديد، وعدت إلى اللعب حافيا وإلى القذارة العامة في ذلك البيت.»
4
وعندما قدمت الأميرة فيزنسكي يد المساعدة إلى حافظ، نجده يقارن بين مساعدتها وبين قسوة والده قائلا: «أسلمت أمري لهذه السيدة التي تظهر العطف علي والاهتمام بمستقبلي، بينما أجد من والدي القسوة والنفور من وقوع نظره علي، وهو الذي انتزعني من أحضان جدتي، وكان سببا في تعذيب المرحومة والدتي، وأهان جدتي وحملها على ترك مصر كلها والرحيل إلى تركيا نهائيا، ثم قسا علي وقصر في تأدية واجب الوالد حتى أتمم الدراسة العالمية [أظنها العالية] أولا، ثم الدراسة العسكرية.»
ناپیژندل شوی مخ