85

هفوات نادره

الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين

پوهندوی

صالح الأشتر

خپرندوی

منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق

ژانرونه

بلاغت
٣٣١ - وكان أبو سعيد ماهك بن بندار يكتب في صدر كتبه ورقاعه إلى عماله وأصحابه: "أطال الله بقاءك وحوائجها، فيقال له: ما معنى حوائجها؟ فيقول: دام عزك وتأييدك وهم لا يسوون ذكره ويكتب في آخر الرقعة: "الحمد لله وصلى الله على محمد وحاشيته" فيسأل عن ذلك فيقول: ذاك علي وفاطمة وكلهم غلمانه وحواشيه! ٣٣٢ - وحدث الرئيس أبو الحسين ﵁ قال: قال أبو العباس درستويه يومًا لمعلم ولده أبي نصر: ما تناصحني في تعليمه! فقال له: كيف يا سيدي؟ قال: البارحة اجتهدت به في أن ينشدني قصيدة من الفصيح فلم يحسن. وكتب هذا المعلم إلى درستويه يسأله أن يطلق له جاري شهر قد استحقه، ويسلفه مال آخر ليكتسي به، فوقع إلى وكيله أبي محمد: "أبو محمد المؤدب أيده الله وأنت تطلب شهرًا له وشهرًا ليس له، فأطلق له الواجب، وتطلق له آخر قرضًا علي بسبب كتبته إن شاء الله". ٣٣٣ - وقال: كتب الطوسي لعلمكان الديلمي في أيام معز الدولة فاستدعاه علمكان في بعض الأيام منكرًا عليه شيئًا، فبادر يعدو حتى وقف بين يديه، ولحظة علمكان لحظ منكر متهدد، فضرط ضرطة، وأطرق علمكان ضاحكًا، فقال له الطوسي مسرعًا: يا قائد هذا العمل من فزع وجهك الحردان، فكيف لو كان شيئًا آخر فضحك وقال له: اخرج. ٣٣٤ - قال: وكتب أبو القاسم الحسين بن أميرويه كاتب موسى بن قتادة رقعة مع جارية له إلى البلقي: "يدفع أعزك الله البلقي في الجارية عشرين قثارة كبارًا، فقال لها البلقي: دعيني أدفع فيك قثاة واحدة بكل ما في الصن من القثاء. ٣٣٥ - قال: وقال إسرائيل ابن سعيد الرازي: قال ابن أميرويه يومًا لأبي القاسم علي بن الحسين ابن أخت الوزير أبي الفرج محمد بن العباس، وهو معروف بالتزمت والتصوف، وقد جرى على ابن أميرويه من الأتراك استخفاف وصفع: يا سيدنا أنا أخدم بين يديك وليس لي بعد الله غيرك، والجاري خمس مائة درهم تكفيني لنفقتي، فلم الأتراك في كل وقت وحين يصفعونك ويجرون برجليك ويستخفون بك فضحك منه وقال: لسوء أدبهم وأدب من يجرؤن برجله وأعرض عنه، وصار بعدها لا يكلمه إلا بالفارسية. ٣٣٦ - وكتب أحد كتاب الأتراك المتقدم على جماعته، المعروف بأبي منصور بن الفرج في اتفاق كتب بين أصحابه: "قد رضينا بذاك، وكتب محمد بن الفرج عن السادة الأصفهلارية بأمرهم ونهيهم". ووقع إليه وزير العصر في سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة ذو السعادات أبو الفرج بن فسانجس بأن ينظر بين غلامين من الأتراك تشاجرا في إقطاع ضيعة بينهما، وقال في التواقيع: "فإن الحق مقطعه ثلاث" يريد بيت زهير: فإن الحقَّ مقطعهُ ثلاثٌ ... يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءُ فلما عرضا التوقيع عليه قال: أنتما اثنان فأين الثالث؟ قالا: ما لنا شريك ولا منازع! قال: فكذا ذكر الوزير في توقيعه، وقام فدخل إلى الوزير واستفهمه عن المقطع الثالث، فقال له مستهزئًا به: أنا المقطع الثالث فخرج إليهما وقال: الوزير يدعي معكما ثلث الإقطاع فأفردا ما يتعلق به لأحكم بينكما في الباقي: فضجا من ذلك ودخلا إلى الوزير فعرفاه الحال، فضحك، وعرفهما الصورة فضحكا أيضًا، وحكم الوزير بينهما. وكتب يومًا إلى الوزير وقد رتبه على سد البثق بنهر الرفيل يخبره بتمام سده، وقال فيه: "وأتمم البثق بسعادة مولانا، وصاح الناس عليه: عساو" ومد ما بين العين والألف مدة استوعب بها السطر فلم يفهم الوزير ذاك، واتفق أني كنت عنده، فأعطانيه وقال: ما هذا.؟ فقلت: قد حكى لمولانا صياح الرجال عليه فضحك، وتدوول بين الناس ذلك. ٣٣٧ - وحدثني الرئيس أبو الحسين ﵁ قال: حضر أبو منصور بردانقادار بن المرزبان يومًا عند الوزير أبي نصر سابور بن أردشير، أحد وزراء بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة بن بويه في سني نيف وثلاثمائة وتجاريا حديث الوزير أبي القاسم علي بن أحمد الأبرقوهي، وقد قبض سابور عليه واعتقله عنده وكان بحيث يسمع تحاورهما، وأبو منصور لا يعلم، فأسرع وغلط فيما بدر منه وأشار عليه بقتله، والاتفاق الردي ما سمع الأبرقوهي ما اشار به في معناه، واتفق أن خلص الأبرقوهي وتقلد الوزارة، وقبض على بردانفادار وقابله على ما كان منه، فكان إذا خوطب في معناه قال: يا قوم أنا سمعته يشير على سابور بقتلي فيمسك المخاطب ويكف السائل.

1 / 85