Hadith of the Calamity on Thursday in Sahihs
حديث رزية يوم الخميس في الصحيحين
ژانرونه
القلوب، ولا تثبت عليه العقول ... إلى أن قال: وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير " (١).
فكيف يرفض تكليفًا شرعيًا، ومستحقًا له منع منه لعقود من الزمن؟ ثم ما حكمه من الناحية الشرعية؟ هل سيجر حكمهم في علي ﵁ كما قالوا في الصحابة؟
ونقل عن علي ﵁ أيضًا في نهج البلاغة مخاطبًا طلحة والزبير:" والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها " (٢).
فتأمل في قوله (رغبة) وقوله (دعوتموني .. حملتموني) فأين هي الوصية؟
وأورد الطبري في تاريخه أنّ عليًا ارتقى في يوم الجمعة أعواد منبر رسول الله ﷺ في أول خطبة له، وقال: "أيها الناس -عن ملأٍ واُذُنٍ -إنّ هذا أمركم، ليس لأحد حق إلا أن أمرتم. وقد افترقنا في الأمس على أمر -أي على البيعة له -فإن شئتم قعدت لكم، وإلا فلا أجد على أحد" (٣).
فعلي ﵁ " يعلن على رؤوس الأشهاد في مسجد رسول الله ﷺ،وعلى منبره وبعد البيعة له أنه لا يستمد الخلافة من حق يدعيه ولا من شيء سبق، بل يستمدها من البيعة إذا ارتضها الأمة، وإلا فإنه - كإخوانه الثلاثة الذين سبقوه - أرفع من أن يجعلها أكبر همه وغرض نفسه. هذا هو الذي وقع، وهذه الحقائق صدرت من فم علي بن أبي طالب نفسه، ومن سنة ٣٥هـ إلى اليوم الذي تحاور فيه الإمام زيد بن علي بن الحسين مع شيطان الطاق لم يخطر على بال أحد من آل البيت، لا علي، ولا الحسن، ولا الحسين، ولا علي بن الحسين، ولا محمد بن الباقر، ولا غيرهم - أن هناك إمامة لآل البيت كما اخترعها شيطان الطاق فأساء بذلك إلى الإسلام وإلى آل البيت، وإلى أمة محمد جميعًا، فالله حسبه " (٤).
وأتساءل هنا: ما الحكم -عندهم- فيمن أنكر هذه الوصية وخالفها؟
قال الصدوق (ابن بابويه القمي):" اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة إنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء، ثم أنكر نبوة محمد ﷺ " (٥).
(١) نهج البلاغة ص ١٧٨، ١٧٩ شرح محمد عبده. (٢) نهج البلاغة ص ٣٩٧ شرح محمد عبده (٣) تاريخ الطبري ٦/ ١٥٧. (٤) مختصر التحفة الأثني عشرية ص٢٦٣ (٥) الاعتقادات للقمي ص١١١.
1 / 20