14

Hadith of the Calamity on Thursday in Sahihs

حديث رزية يوم الخميس في الصحيحين

ژانرونه

ثم أتى بطريق عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس ﵁ آخر الباب. ولعل تأخيره لحديث عبيد الله بسبب الاختلاف الكبير الذي وقع في ألفاظه. وهكذا يتبين دقة الإمامين وبراعتهما في الصناعة الحديثية رحمهما الله تعالى. وباختصار أقول: إن الألفاظ المعتمدة في مناقشة هذا الحديث يجب ان تكون محصورة في الحديثين الذين أخرجهما البخاري في باب مرض النبي ﷺ من طريق سعيد بن جبير وطريق عبيد الله عن ابن عباس ﵁ بالألفاظ التي أخرجها البخاري في باب مرض النبي ﷺ أما التشبث بالطرق الأخرى في الأبواب الأخرى فليس من الإنصاف الاتكاء عليها للأسباب آنفة الذكر. وإن كنا سنناقش بعض الألفاظ في تلك الطرق من باب دفع الشبه، والله أعلم. المطلب الثالث المعنى العام للحديث نجد من الأولى قبل البحث في تفريعات الشبه التي أثارها بعض المبتدعة حول هذه الرواية، أن نتطرق اجمالًا إلى المعنى العام للحديث باختصار، فنقول: لما اشتد الوجع بالنبي ﷺ في مرضه الذي توفى فيه ﷺ وذلك يوم الخميس أي قبل أربعة أيام من وفاته ﷺ وبينما كان أصحاب النبي ﷺ قد ملأوا بيته ﷺ خوفًا عليه ووجلًا، طلب النبي ﷺ ممن حوله من الناس بصوت ضعيف فيه (بحة) إذ أرهقه المرض، وهذا عارض طبيعي يصيب الأنبياء بوصفهم بشرًا، حيث مرض ﷺ وأصيب، وأدميت قدماه، وكسرت رباعيته الشريفة، وغيرها من الأعراض الأخرى فطلب منهم ﷺ أن يأتوه بدواة وصحيفة ليكتب لهم كتابًا لن يضل الناس بعده، فلم يفهم الناس مراده، فأعادوا عليه وكرروه، فاختلفوا فبعضهم فهم المراد وقال: آتوه بالكتاب، وبعضهم استنكره؛ لأنه لم يفهم منه ذلك، لا أنه فهمه وخالف لأن ذلك يعني مخالفة النبي ﷺ والصحابة يستحيل عليهم مخالفته جميعًا، لا سيما أنّ فيهم مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ... الخ. فتنازع الناس واختلفوا، وهم يلحون عليه بذالك، فضج الجالسون، فقال بعض الناس ممن ليس له طول صحبة: أهجر رسول الله؟ استفهامًا، ثم قالوا: استفهموه أي اختبروه او امتحنوه أو كرروا القول عليه لنعلم أحقا يريد أم إنها آثار سكرات الموت؟ والرسول ﷺ أتعبه المرض واشتد عليه الوجع، فأراد عمر ﵁ حسم الخلاف وفك التنازع فوق رأس رسول الله ﷺ فقال عمر ﵁: (غلبه الوجع حسبنا كتاب الله) والنبي ﷺ كان يعاني أوجاع المرض بأبي هو وأمي والناس أجمعين فقال:"دعوني فالذي أنا فيه خير".

1 / 14