عيسى بن هشام :
اعلم أن هذه الشهادة ليست بشهادة الجهاد، بل هي ورقة يأخذها التلميذ في نهاية دروسه ليثبت بها أنه تلقى العلوم وبرع فيها، وقيمتها لمن يريد الحصول عليها ألف وخمسمائة فرنك في بعض الأحيان.
الباشا :
مه مه كأنك تريد الإجازة التي يجيزها علماء الأزهر لمن تلقى عليهم العلوم من الطلبة وفاق فيها، غير أننا ما سمعنا في دهرنا بهذه الأثمان، وما عهدنا أن الأزهر الشريف يعرف ما الفرنكات أو يفقه من العملة سوى الجرايات.
عيسى بن هشام :
ما هذه العلوم بعلوم الأزهر، ولكنها علوم إفرنجية يتلقونها في بلاد الإفرنج، والفرنك عملة تلك البلاد، ويقال لتلك القيمة عندهم: رسم الشهادة، وهي قيمة لا تذكر بالنسبة إلى كثرة فوائدها؛ لأن القاعدة في هذا النظام «أن الشهادة بلا علم خير من العلم بلا شهادة»، وصاحب الشهادة إذا قدمها للحكومة يكون له الحق في الاستيلاء على مرتب وظيفة يزيد على الدوام ويرقى.
الباشا :
الآن كدت أفهم، وأظن هذه الشهادة تعادل «أوراق الالتزام» و«سراكي الروزنامجه» في أيام حكومتنا.
قال عيسى بن هشام: وبينا نحن في هذا الحديث إذا بشابين رشيقين رقيقين قد أقبلا يخطران في مشيتهما والطيب ينتشر في الجو من أردانهما وهما يصعران خديهما كبرا واختيالا،
1
ناپیژندل شوی مخ