وهل يدعو الناس إلى أعراسهم من لم يعرفوه أو يخالطوه من قبل؟
أحد الأصدقاء :
نعم يدعو الناس إلى أعراسهم كل من علا له صيت، واشتهر له اسم من الأمراء والكبراء والعلماء، فمنهم من يجيب الدعوة ومنهم من لا يجيبها لعدم معرفته لصاحب العرس، وبين الكبراء جماعة اشتهروا بأنهم لا يخيبون للداعي رجاء، ولا يتخلفون مرة عن إجابة الدعوة حتى صاروا من عمد الزينة وأساطين الأعراس.
الباشا :
وما الغرض لصاحب العرس من هذا كله؟
الصديق :
الغرض منه أن يذاع بين الناس تشريف هؤلاء الكبراء والعلماء لبيته، وأكثر الذين نراهم يقيمون ولائم الأعراس ينفقون عليها جانبا عظيما من ثروتهم لا غرض لهم منها سوى ذلك وحده، وفيهم من وصل به حب الشهرة والفخفخة أن أنفق في إقامة العرس جميع ماله، ثم بقي عليه من الدين ما أخل بنظام معاشه، وأعرف تاجرا من التجار أنفق الجانب الأعظم من رأس ماله في إقامة عرس كبير، ثم قسم دفاتر تجارته إلى شطرين: شطر يحتوي على بيان ما بقي لديه من أصناف التجارة وأجناسها، وشطر يتضمن أسماء من حضر العرس من الأمراء والكبراء، وقل أن تشتري منه صنفا إلا ويذكر لك منهم اسما يقسم بحياته ورأسه أن الصنف جيد والثمن في جنبه هين.
الباشا :
ما كنت أعهد أن الأعراس تكون على هذه الحال من استخدامها للشهرة والصيت، بل كنت أعهدها أنها تقام لائتناس صاحب العرس بأصحابه وأصدقائه ومشاركتهم له في صفوه وهنائه، ولإطعام المساكين ومساعدة الفقراء.
الصديق :
ناپیژندل شوی مخ