وما زلت أسير وأتفكر، وأجول وأتدبر، حتى تذكرت في خطاي فوق رمال الصحراء، قول الشاعر الحكيم أبي العلاء:
خفف الوطء ما أظن أديم ال
أرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن قدم العه
د هوان الآباء والأجداد
سر إن اسطعت في الهواء رويدا
لا اختيالا على رفات العباد
فقرعت سن الندم، وخففت وطء القدم، وإن في دهماء أولئك الأموات، وغمار تلك الرمم والرفات، لمباسم طالما حول العاشق قبلته لقبلتها، وباع عذوبة الكوثر بعذوبتها، قد امتزجت بغبار الغبراء، واختلطت ثناياها بالحصى والحصباء.
4
وتذكرت أن تلك الخدود التي كان يغار منها الورد فيبكي بدموع الندى، ويشتعل الفؤاد منها بنار الجوى، ويقف الخال منها موقف الخليل من النيران، أو ابن ماء السماء في شقائق النعمان،
ناپیژندل شوی مخ