دموع التصابي في خدود الخرائد
فما تخيلنا في هذا الروض مذ رأيناه إلا أننا في حفلة عرس، جمعت أسباب اللهو وأطراف الأنس، قد نصب الغيم عليها سرادقه، ومد ملتف النبات فيها نمارقه،
4
وأشرقت الأغصان الأنوار، إشراق المصابيح بالأنوار، وقامت الأطيار على الأعواد، تتسابق في الترنم والإنشاد، فهي تغرد بألحان يقطع السامع لها حبل النفس، ويأنس إليها مستنفر الوحش المفترس:
رأت زهرا غضا فهاجت بمزهر
5
مثانيه أحشاء لطفن وأوصال
وللنسيم بين الشجر نغمات بالهفيف والحفيف، من ثقيل في الضرب أو خفيف، تصفق لها أكف الأوراق، وتقوم الأفنان للرقص على ساق، مترنحة الأعطاف من خمر الندى، مهتزة القدود بغمز الصبا، تبسم عن أقاح نضيد، يزري بثنايا الغيد، ثم تميل برشيق القوام فتلتقط ما ينقطها به الغمام، والجدول يجري تحت أذيالها ويتعثر، وينساب الماء في ظلالها ويتكسر، كأن حصباءه اللؤلؤ والمرجان، في نحور الحسان، أو قلائد العقيان، في أجياد القيان:
تروع حصاه حالية العذارى
فتلمس جانب العقد النظيم
ناپیژندل شوی مخ