الْجُزْءُ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ شُيُوخِهِ.
رِوَايَةُ أَبِي الْمَعْمَرِ الْمُسَدَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السُّحَيْنِ بْنِ الأُمْلُوكِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْهُ.
رِوَايَةُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ السُّلَمِيِّ، عَنْهُ.
رَضِيَ اللَّهُمَّ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
أَخْبَرَنَا بِهِ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَسَاكِرَ بْنِ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ الْخَشَّابُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْحَدِيدِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 1
١ - قُرِئَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ بْنِ سُرُورٍ الْخَشَّابِ الْمَقْدِسِيِّ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْقَاضِي السَّدِيدُ الْخَطِيبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ، بِقِرَاءَةِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ صَابِرٍ، عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ فِي مَسْجِدِ سُوقِ الْغَزْلِ الْمُعَلَّقِ بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنبا أَبُو الْمَعْمَرِ الْمُسَدِّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأُمْلُوكِيُّ الْحِمْصِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي دَارِهِ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ ضُحَى نَهَارًا لِثَمَانٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، بِحِمْصَ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِهَا، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، نا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا.
فَقَالَ: «مَا لِيَ وَلِلدُّنْيَا، وَمَا لِلدُّنْيَا وَمَالِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»
1 / 2
٢ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، نا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَدَعَتْ بِطَعَامٍ، وَقَالَتْ: " مَا أَشْبَعُ مِنْ طَعَامٍ فَأَشَاءُ أَنْ أَبْكِيَ إِلا بَكَيْتُ، قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَتْ: «أَذْكُرُ الْحَالَ الَّتِي فَارَقَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الدُّنْيَا، وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَرَّتَيْنِ فِي يَوْمٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ»
1 / 3
٣ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَرَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي شَيْءٍ، فَبَلَغَ قَوْمًا، فَقَالُوا: تَرَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي شَيْءٍ، فَنَحْنُ نَتَنَزَّهُ عَنْهُ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَغَضِبَ وَخَطَبَ، فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ بَلَغَهُمْ أَنِّي أَتَرَخَّصُ فِي الأَمْرِ فَيَدَعُونَهُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً»
1 / 4
٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الرَّبِيعِ الْجُرْجَانِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَقَةَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَابَقَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَى عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ صَبَرَ عَنِ اللَّذَّاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ»
1 / 5
٥ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَصَابَ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ خَصَاصَةٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا ﵁، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلا يُصِيبُ مِنْهُ شَيْئًا لِيُقِيتَ بِهِ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَاسْتَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشْرَةَ دَلْوًا، كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ عَلَى تَمْرِهِ، فَأَخَذَ سَبْعَ عَشْرَةَ عَجْوَةً، كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ؟» قَالَ: بَلَغَنِي مَا بِكَ مِنَ الْخَصَاصَةِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ عَمَلا لأُصِيبَ لَكَ طَعَامًا، قَالَ: «حَمَلَكَ عَلَى هَذَا حُبُّكَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِلا لَلْفَقْرُ أَسْرَعُ إِلْيَهِ مِنْ جَرْيَةِ السَّيْلِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى وَجْهِهِ ، وَلَلْفَقْرُ أَسْرَعُ إِلَى مِنْ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ جَرْيَةِ السَّيْلِ عَلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلْيُعِدَّ لِلْبَلاءِ تِحْفَافًا» .
وَإِنَّمَا يَعْنِي الصَّبْرَ
1 / 6
٦ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، نا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ نَاقَةٌ يُقَالُ لَهَا: الْعَضْبَاءُ، فَكَانَتْ لا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَوُجِدَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ، وَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِهِمْ، قَالَ «حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يَرْفَعَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلا وَضَعَهُ»
1 / 7
٧ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، نا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سُئِلَ كَيْفَ كَانَ صَوْمُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: " كَانَ يَصُومُ الشَّهْرَ حَتَّى نَقُولَ: لا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، أَوْ يُفْطِرُ الشَّهْرَ حَتَّى نَقُولَ: لا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكُنْتَ مَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ قَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ قَائِمًا، وَمَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ نَائِمًا إِلا وَرَأَيْتَهُ نَائِمًا "
1 / 8
٨ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أنبا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ»
يَعْنِي يَبْكِي
1 / 9
٩ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اقْرَأْ عَلَيَّ» .
فَقُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» .
قَالَ: فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٤١] .
قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ: فَقَالَ لِي: «حَسْبُكَ»
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنبا سَالِمٌ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا هُوَ فَلْيَعْرِضْ نَفْسَهُ عَلَى الْقُرْآنِ
1 / 10
١٠ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَاحِبُ الطَّعَامِ، نا رَوْحٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَهْدَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ خُبْزَ شَعِيرٍ وَإِهَالَةً سَنِخَةً، وَلَقَدْ رَهَنَ دِرْعًا لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَأَخَذَ شَعِيرًا لأَهْلِهِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقْولُ: «مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعٌ مِنْ بُرٍّ، وَلا صَاعٌ مِنْ حَبٍّ»
وَإِنَّ عِنْدَهُ تِسْعَ نِسْوَةٍ غَيْرَهُ
1 / 11
١١ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ هِشَامٍ، نا عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «تُوُفِّي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَدِرْعُهُ رَهْنٌ بِثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ أَخَذَهُ لأَهْلِهِ مِنْ يَهُودِيٍّ»
1 / 12
١٢ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، أنبا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَجَعْفَرُ بْنُ زَيْدٍ، وَمَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ، وَأَبَانُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «مَا أَعْرِفُ مِنْكُمُ الْيَوْمَ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ عَلَيْهِ أَصْحَابِي إِلا هَذِهِ الصَّلاةَ، وَلَقَدْ صَنَعْتُمْ فِيهَا مَا لا أَعْرِفُهُ»
1 / 13
١٣ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مَثَلَ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، لا يَصْلُحُ الطَّعَامِ إِلا بِالْمِلْحِ»
قَالَ الْحَسَنُ: فَقَدَ ذَهَبَ مِلْحُنَا، فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟
1 / 14
١٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ مَوْلَى أَنَسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، نا وَلِيدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عَائِشَةَ، يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: لا تَكُنْ ذَا وَجْهَيْنِ وَذَا لِسَانَيْنِ، تُظْهِرُ لِلنَّاسِ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ وَقَلْبُكَ فَاجِرٌ.
1 / 15
١٥ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ ﵎: أَفَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَ «
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا الْحُسَيْنُ، نا أَبُو شُجَاعٍ الأَقْرَعُ، نا عَوْنٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ» أَشَدُّ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّحِيحُ الْفَارِغُ "
1 / 16
١٦ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُمُ انْطَلَقُوا مَعَ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُشَيِّعُوهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ حِصْنَ الْمَسَاكِينِ، قُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا.
قَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ نُورُ الظُّلْمَةِ وَهُدَى النَّهَارِ، فَخُذُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلاءٌ فَابْذُلْ مَالَكَ وَأَخِّرْ دِينَكَ، فَإِنْ تَجَاوَزَ الْبَلاءُ إِلَى دَمِكَ وَدِينِكَ فَابْذُلْ دَمَكَ، وَأَخِّرْ دِينَكَ؛ فَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينُهُ، وَإِنَّ الْمَخْرُوبَ مَنْ خُرِبَ دِينُهُ، وَإِنَّهُ لا فَاقَةَ بَعْدَ الْجَنَّةِ، وَلا غِنًى بَعْدَ النَّارِ، فَإِنَّ النَّارَ لا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، وَلا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا»
1 / 17
١٧ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، نا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ "
1 / 18
١٨ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ أَبَانَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمَذَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ» .
قَالُوا: يَا رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحِي
قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَيَحْفَظُ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلا، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»
1 / 19
١٩ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ الطَّالِقَانِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرْكَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَلْفَهُ،وَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَنَظَرَ، فَقَالَ: «يَا غُلامُ» .
قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: «أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَوْ جَهَدَ النَّاسُ أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا، وَلَوْ جَهَدَ النَّاسُ أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ عَلَيْكَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ فَاصْبِرْ فَإِنَّ لِلصَّبْرِ خَيْرًا كَثِيرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا عَلِيٌّ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْخُلْدِ، أَنَّ اللَّهَ ﵎ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ «إِذَا ذَكَرْتَنِي فَاذْكُرْنِي وَأَنْتَ تَنْتَفِضُ أَعْضَاؤُكَ، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعًا مُطْبَقًا، وَإِذَا دَعَوْتَنِي فَاجْعَلْ لِسَانَكَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِكَ، وَإِذَا قُمْتَ بَيْنَ يَدَيَّ فَقُمْ مَقَامَ الْعَبْدِ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ، وَذُمَّ نَفْسَكَ فَهِيَ أَوْلَى بِالذَّمِّ، وَنَاجِنِي حِينَ تُنَاجِينِي بِقَلْبٍ وَجِلٍ وَلِسَانٍ صَادِقٍ»
1 / 20