8 - وأخبرنا الخطبي إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني إملاء في مدينة أبي جعفر، حدثنا محمد بن إبراهيم أبو حارثة الغساني، حدثني أبي، عن أبيه يحيى بن يحيى الغساني، عن روح بن زنباع، قال: دخلت على عبد الملك بن مروان يوما، وهو مهموم، فقلت ما هذه الكآبة التي بأمير المؤمنين لا يسوءه الله، ولا يخزيه، قال: فكرت فيمن أوليه أمر العرب، فلم أجده. قال: قلت: وأين أنت عن الوليد بن عبد الملك؟ قال: إنه لا يحسن النحو، قال: فقال لي: رح إلي العشية، فإني سأظهر كآبة، فسلني مم ذاك وخلني والوليد، قال: فرحت إليه، والوليد عنده، وقد أظهر كآبة، فقلت: ما هذه الكآبة التي بأمير المؤمنين، لا يسوءه الله، ولا يخزيه، قال لي يا أبا زنباع (ق16أ) فكرت فيمن أوليه أمر العرب، فلم أجده. قال: فقلت: فأين أنت عن ريحانة قريش وسيدها الوليد بن عبد الملك، قال لي: يا أبا زنباع، إنه لا يلي العرب إلا من تكلم بكلامهم، قال: فسمعها الوليد، فقام من ساعته، وجمع أصحاب النحو، ودخل إلى بيت، وأدخلهم معه، وطين عليه وعليهم الباب، فأقام فيه ستة أشهر، قال: ثم خرج منه يوم خرج، وهو أجهل في النحو منه يوم دخل، فيه، قال: فقال عبد الملك: أما إنه قد أعذر.
مخ ۸