لا يشتكى قصر منها ولا طول
ومثله عمر بن أبي ربيعة حين يقول:
إني رأيتك غادة خمصانة
ريا الروادف عذبة مبشارا
محطوطة المتنين أكمل خلقها
مثل السبيكة بضة معطارا
أو حين يقول:
أبت الروادف والثدي لقمصها
مس البطون وأن تمس ظهورا
فالذوق العربي أصح من ذوق الآلة السريعة في العصر الحاضر كما أسلفنا في كتاب «شاعر الغزل» حيث قلنا: إنهم «... كانوا يستحسنون من جمال المرأة الوضاحة والهيف والرشاقة والخفر ويشيدون بهذه الشمائل في كل ما روي عنهم من غزل البداوة، وكانوا يحبون مع الهيف والرشاقة أن تكون المرأة بارزة النهود والروادف، وهو ذوق لا يخرج بهم عن سواء الفطرة كما يثبته لنا حب الجمال وعلم وظائف الأعضاء؛ فهم في ذلك أصح ذوقا من أساتذة التجميل المعاصرين الذين أوشكوا أن يسووا بين قامة المرأة الجميلة وقامة الرجل الجميل في استواء الأعضاء، فمما يعيب المرأة عضويا - أو فزيولوجيا - أن تكون رسحاء ضئيلة الردفين، إنها خلقت بحوض عريض ملحوظ فيه تكوين الجنين، فإذا كانت صحيحة البنية سوية الخلق وجب أن تكتسي عظام فخذيها وعجيزتها، وأن يمتلئ فيها هذا الجانب من جسمها، وإلا أشار هزاله إلى آفة في تكوين الجسم لا توافق حاسة الجمال. وكذلك يستحسن الخصر الدقيق في المرأة؛ لأن ضخامة المعدة قد تؤذي الجنين وتضغط عليه في الرحم وتشير إلى التزيد في الطعام فوق ما تستدعيه وظائف الحياة في جسم الإنسان».
ناپیژندل شوی مخ