بل هو أمر يتعلق بالمملكة وبالمسئولين عنها.
و :
عودتني الصدق، وربيتني على الوفاء بالعهود والوعود، ولا أدري لم أجد نفسي عاجزا عن تحمل سر أعد بكتمانه عن الملك والملكة؟ وماذا تبدل في نفسك وقد ربيتني على البر بهما والإخلاص لهما؟ إنني أحترمهما احتراما كليا، ولا أسمح لنفسي أن يختلج فيها ما يتصل بانتقاد أحدهما مهما ساءني منهما من تصرف، فإن يكن قد صدرت عن الملك إساءة نحوك، فإنني على استعداد لتدارك الأمر بينك وبين الملك، فلا تكون إلا راضيا.
ح :
ليس بيني وبين الملك أو الملكة أي فتور، ولم يصدر عنهما أو عن أحدهما نحوي أي تقصير، فأنا أحفظ لهما كل وفاء وحب واحترام، ولا يتعلق الأمر بي شخصيا مطلقا، فإني شيخ هرم، لم يعد لي مأرب في هذه الحياة ، الأمر يتعلق بمصلحة المملكة وبك أنت، ويجب أن تتذكر أنك لست ابن الملك وحسب، ولكنك ولي عهد سيكون ملكا يوما.
و :
ما لك تلتفت إلى الغائب وتقول: سيكون؟ لعلك تريد أن تقول ستكون؟
ح :
بل قلت، وأعود فأقول: سيكون؛ لأنك بصفتك وليا للعهد غيرك ابنا للملك، والولدان يختلفان، فالملك مع احترامي الكلي لأبوته لا يصلح أن يكون أباك بصفتك وليا للعهد، فأبوك بهذه الصفة هو مجتمع المملكة، وله عليك حق الوفاء أكثر مما لأبيك الملك إذا ما تعارضت الواجبات.
فأنت إذا لم تتفاعل مع مجتمع المملكة تفاعل أبوة وبنوة، وظللت لأبيك الذي كان سبب وجودك الأول وحده، لا تصلح وليا للعهد، ولن تكون الملك الصالح لخير رعية، وإنما تصبح إذا حصلت على الملك أنانيا طاغية، يستعبد الناس، ويترف على حسابهم، إنك تكون عندئذ فردا ظالما يطغو ويجور، لا ملكا يعدل في رعيته ويهتم بمصالحهم، عندئذ تهدد بالحرمان؛ لأن أطماع الملوك المجاورين تتحرك، وتستولي عليك وعلى بلادك.
ناپیژندل شوی مخ