والسانتهال يحرقون موتاهم، والسانتهال يحفظون، مع ذلك، عظاما من موتاهم ليرموها في مياه نهر دامودر المقدسة، والسانتهال يحافظون على شرفهم وأعراضهم كثيرا، فيعد ارتكاب المنكر أعظم جرم عندهم، فمن يقترفه يعاقب هو وعشيرته بالطرد من حظيرة القوم.
والسانتهال زراع ماهرون، وللسانتهال أذواق البدويين، فإذا ما استنفدوا خصب أرض تركوها وأحيوا غيرها، ولكن المدى الذي يقدرون على التيهان فيه يقل شيئا فشيئا بسبب تكاثرهم السريع وتطاول الإنجليز، وما أصاب السانتهال من زيادة بؤس حملهم، منذ بضع سنين، على المثول بين يدي حكومة كلكتة ظانين أنها تتدبر أمرهم، فلما وصلوا إلى مكان مناسب أطلق الرصاص عليهم إطلاقا منظما، واليوم يهجر سانتهال كثيرون جبالهم؛ ليبحثوا عن عمل لهم في السهل، واليوم ينزح بعضهم من وطنهم إلى ما هو أبعد من السهل.
ومن الفطريين نرى السانتهال والملير وحدهم يعيشون أمة في وادي الغنج، وفي وادي الغنج تجد أهالي منثورين هنا وهنالك يعرفون بال «قلي» فيستخدمون أجراء وعمالا وموظفين صغارا في دواوين الحكومة.
ونذكر، قبل أن نترك وادي الغنج، أن جميع مدنه المهمة، خلا كلكتة، قائمة في النصف الغربي منه، وأن قسمه الشرقي المشتمل على البنغال هو أرض حرث وزرع، وأن سكان هذا القسم مبعثرون في أكواخ ظريفة محجبة بالأشجار غير متجمعة في مراكز كبيرة كالتي ترى على ضفاف الغنج العليا. (4) سكان البنجاب
يحتوي وادي السند، الذي سندرس أمر سكانه، على ثلاثة أقسام: البنجاب في الشمال والسند في الجنوب وراجبوتانا في الشرق، ويقطن في هذه الأقسام الثلاثة أمم مختلفة.
والبنجاب الذي كان الطريق الكبرى لجميع ما عرضت له الهند من المغازي ذو سكان مختلطين غير مصهورين بدرجة انصهار سكان وادي الغنج، فتبدو فيه العناصر الآرية والتورانية والمسلمة متخالفة، ولا تجد فيه أثرا للعنصر الدراويدي أو العنصر الأصلي، والإسلام هو الدين الذي يسود البنجاب، وللإسلام أثر بليغ في براهمة هندوس البنجاب الذين يظهرون بإيمانهم الفاتر سبة لدى إخوانهم في بقية الهند.
وأصل سكان البنجاب توراني، وهو مؤلف من الجات على الخصوص، فعلى هذا الأصل الواسع تنضدت طبقة آرية تعدل نصفه وأقلية مسلمة ضعيفة.
ومن المحتمل أن كان الجات سادة البلاد حين الغزو الآري، مع أن الجنرال كننغهم يرى، في كتابه «تخطيط آثار الهند» الذي يعد حجة في الموضوع، أن الجات من العنصر الهندي الشيثي، وأنهم أتوا الهند بعد الفتح الإسكندري، فالذي لا ريب فيه أن هؤلاء التورانيين الفطريين أو الهنود الشيثيين امتزجوا قليلا بمن دحروهم إلى الجبال من الدراويد، وبمن خضعوا لهم مؤخرا من الآريين؛ فنجم عن المصاهرات القليلة التي تمت بين تلك العروق أمثلة مختلفة بين الجات، فترى فيهم أناسا شديدي الإسمرار، وترى بينهم أناسا منيرين كالراجبوت.
ولنقل، قبل البحث في أمر الجات ذوي الشأن المهم في الهند، بضع كلمات عن آريي البنجاب الذين كان لهم نفوذ بالغ، وفوز لغوي واضح مع قلة عددهم.
من الطبيعي أن يكون المثال الآري الخالص في شمال البنجاب الغربي حيث المنفذ المسمى بالباب الهندي الآري، ويتجلى هذا المثال في الأفغان الإيرانيين الذين يعرفون باسهم البتهان، فيشابهون كثيرا أهل دردستان وأهل كافرستان، ويظهرون ذوي صلة بسكان وادي كشمير، فهم ذوو لون صاف وأنوف قنو ووجوه بيضية وشعور شقر أو خمرية
ناپیژندل شوی مخ