وتلك العادات المنحطة، التي ستزول بزوال العروق الطريدة الضعيفة التي تمارسها، والتي لا تزال بادية في جبال آسام، تتوارى وتمحي عند النزول إلى السهل حيث يكون القوم هندوسيين مختلفين، مثالا ولسانا ودينا وأخلاقا، عن البنغاليين الذين يمتزجون بهم شيئا فشيئا.
ونحن حين نربط أهالي بقاع آسام الدنيا بأهالي وادي الغنج نصف هؤلاء الأهالي فندخل الهند الحقيقية بهم. (3) سكان وادي الغنج
لا تجد في الخلاصة التي ذكرنا فيها مختلف عروق همالية وآسام العليا ذكرا خاطفا ما يمكن تسميته بالهندوسي ولو بوجه عام أو مبهم.
ونحن حين ندخل وادي الغنج نجد أنفسنا في صميم بلاد الهندوس ؛ أي بلاد الشعوب البرهمية التي يجري في عروقها دماء قدماء الدراويد ودماء تورانية ودماء آرية على نسب متفاوتة غير منتظمة.
شكل 2-4: الملك المغولي أكبر «كما جاء في مخطوط هندي قديم»، «مكتبة فيرمان ديدو».
والسهل الواسع الذي يشقه نهر الغنج وروافده هو من أكثر بقاع العالم خصبا وسكانا؛ ففي هذا السهل تجد 140000000 شخص يخرجون من ترابه بسهولة منابع أنعمهم ومعايشهم، وليس في تضاعف هؤلاء الآدميين وتكاثفهم بما قد لا تراه في بقعة من الدنيا ما يجعل تلك الأراضي العجيبة غير كافية لاحتياجاتهم.
والفاتحون الذين تزاحموا على الهند من شمال غربها ومن شمال شرقها انتشروا في تلك المنطقة المدهشة، فنبصر في وادي الغنج مختلف العناصر التي تجدها في تركيب عروق شبه جزيرة الهند الكثيرة، فتشاهد اختلاط هذه العناصر في وادي الغنج أشد مما في أية بقعة أخرى، وهذه العناصر إذا كان من شأنها أن تسفر عن مثال واحد أو قومية واحدة فإنك قد تجد هذا المثال في أرياف ضفاف الغنج، ويتجلى هذا المثال في فلاح «شودري» بهار أو أودهة الذي انتقل إليه من أجداده قدماء الدراويد اسمرار جلده، والذي انتقل إليه من غزاة توران الأولين جرد
14
وجهه العريض وأكثر ملامحه ودقة أعضائه، والذي انتقل إليه من الآريين زهوه وفخره وتوقد ذهنه وخياله الديني والاجتماعي.
والحق أن العرق القاطن في وادي الغنج مؤلف من ثلاثة عناصر أساسية، والذي يمنع هذا العرق من أن يكون خالصا هو اختلاط هذه العناصر فيه اختلاطا غير متسق،
ناپیژندل شوی مخ