والجفاف بلية منطقة كورومندل في الحقيقة، وليس في الهند مكان يحتاج إلى الحياض المصنوعة كهذه المنطقة، فأنشئ فيها من الحياض الكثيرة ما تبلغ مساحته أحيانا مساحة الأراضي الزراعية التي يرويها.
وحينما تكون الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية فوق البنغال تقطع البحر ثانية فتنحرف بفعل جبال بن ماني وآسام فتهب عمودية على شواطئ سندربن كأنها آتية من الجنوب توا، وهي إذ تكون حاملة سحبا كثيفة في هذه المرة تغور
37
في وادي برهما بوترا العليا، فهنالك، حيث جبال آسام وطرف سلسلة همالية الشرقي، تنزل من الأمطار الهائلة ما لا مثيل له في الدنيا، فقدر ارتفاع ما سقط منه في سنة 1861 على جيرابونجي، الذي هو من شوامخ كهاسي، بعشرين مترا، فنجم عن ذلك أن تصدعت شعاف تلك المنطقة كما في جبال كهات.
وتغير الرياح الموسمية بعد ذلك تغييرا تاما، فهي إذ تعجز عن مجاوزة جبال همالية تجري محاذية لهذه الجبال متوجهة إلى الشمال الغربي فتنشر الرطوبة في طريقها، ثم تصل إلى البنجاب الذي ينتظرها ليسح
38
فيه وقرها.
39
ولا يكفهر جو البنجاب إلا في أواخر يونية، وتجوب الرياح الموسمية تلك السبل بصولة متناقصة في عدة شهور، وينال وادي السند وساحل أوريسة أسوأ حصة من مياهها، فإذا ما ساء الحظ فقل مقدار ما يأخذانه من الماء عادة، مع عدم كفايته، أسفر ذلك عن مجاعة أشد من الغزو والوباء، فهلك مئات الألوف من الناس، فليس من العبث، إذن، أن عبد الهندوس الأنهار والآلهة التي توزع على الأرض مياه الخير والبركة، جاء في المهابهارتا: «يأتينا المطر من الآلهة فيهب لنا النبات الذي هو قوام نعمة الإنسان.»
ويرى الإنسان في الدكن الجنوبي المناظر المختلفة التي هي وليدة الري المتفاوت، فالمطر ينزل عليه، بالحقيقة، نزولا غير متساو بسبب الموانع الجبلية وما إليها، فهنا يهطل مدرارا فيخرج نبات بري جامح فتقوم غابة استوائية، وهناك تجد حقولا حقيرة تنبت فيها الخيازر
ناپیژندل شوی مخ