195

هند تمدنونه

حضارات الهند

ژانرونه

شكل 3-8: أومكارجي. أعمدة معبد سدسوهرا «القرن الثاني عشر على ما يحتمل.»

والزهد أحسن وسيلة لنيل حال بدهة، ومن هنا جاء النظام الرهباني الذي لم يعتم أن ملأ الهند بالأديار، وأقوى طريقة يتخذها الإنسان ليكون بدهة هو أن يقتل في نفسه الرغبة التي هي علة الحياة والألم، وهذا ما تهدي إليه الحقائق الكبرى الأربع التي هي أساس الشريعة البدهية، والتي تخاطب رجال الرهبان، لا الجمهور، لما يتطلبه إدراكها والعمل بها من التقدم في سبيل الكمال، جاء في لليتا وشتار ما يأتي:

أيها الراهب! إليك الحقائق الأربع المكرمة: الألم ومصدر الألم وردع الألم وسبيل ردع الألم.

فما هو الألم؟ الألم هو الولادة والهرم والمرض والموت وفراق الحبيب والاجتماع بالبغيض، والألم هو أن ترغب في شيء وألا تنال ما ترغب فيه، والألم، أيضا ، هو أن ترغب في شيء فتجد في طلبه فلا تناله، والألم، بالاختصار، إذ كان موضوع الأمور الخمسة التي تتقبلها الحواس ألما فإن هذا هو الألم.

وما هو مصدر الألم؟ مصدر الألم هو الرغبة التي تتجدد بلا انقطاع، هو الذي يذهب مع هوى اللذة، هو الذي يسر هنا وهنالك.

وما هو ردع الألم؟ ردع الألم هو التسكين من غير أن يبقى منه شيء، هو الرغبة التي تتجدد بلا انقطاع، هو الذي يذهب مع هوى اللذة ويسر هنا وهنالك، هو الذي يحصل ويقضى.

وما هو سبيل ردع الألم؟ سبيل ردع الألم هو الصراط المقدس المؤلف من ثمانية أجزاء كالبصر الكامل المؤدي إلى ردع الألم.

تلك هي الحقائق المكرمة الأربع أيها الرهبان!

وهنالك سبب آخر، غير الرغبة في قتل الألم والوصول إلى حال بدهة المجيدة فإلى السكينة التامة، أوجب اختيار كثير من المريدين لحياة العزلة في الأديار، وهو تجلي المساواة في الأديار فعلا بعد أن أعلنتها البدهية مبدأ، ففي الأديار يساوي الشودرا والباريا والجاندالا البرهمي، ويأكلون معه إذا ما كانوا أعضاء محفل واحد، وكان للنساء، أيضا، أديارهن حيث يظهرن غير ضعيفات ولا خاضعات لما أمر به منو من الوصاية الدائمة.

وكانت الحياة شاقة في تلك الأديار المنحوتة في الجبال فأنشأتها الهند في ألف سنة فنقضي العجب من طرازها في الزمن الحاضر، وكان لا بد لمن يود العيش فيها أن يوجب على نفسه الفقر والطهر، وأن يتبتل إلى الحياة الجديدة بهجر المرأة والمال والولد، وكان على الراهب ألا يملك شيئا وأن يعيش من الصدقات على ألا يطلبها وألا يأخذ من أيدي المحسنين أكثر من أكلة، وأن يعلم الناس السلام والحق، وأن ينشئ مشافي وملاجئ للفقراء والمسافرين، وأن يجد في منع الحروب ويأمر بالتسامح العظيم تجاه جميع الأديان عادا إياها أوجها ناقصة للحقيقة الواحدة، وأن يربي الأولاد ويحملهم على احترام الوالدين متمثلا نص الكتب البدهية على «أن الولد لا يكافئ والديه ولو حمل أمه على إحدى كتفيه وأباه على كتفه الأخرى مائة سنة.»

ناپیژندل شوی مخ