188

هند تمدنونه

حضارات الهند

ژانرونه

فقال غوتما في نفسه: لم الهرم؟ لم المرض؟ لم الموت؟

شكل 3-3: غواليار. منظر قصر مان مندر العام «القرن الخامس عشر»، «يبلغ ارتفاعه نحو ثلاثين مترا ويبلغ طوله نحو مائة متر.»

وقال في نفسه أيضا: إنني غني قوي سعيد عزيز، وما لدي من الثروة والقوة لا يمنع، مع ذلك، رأسي من الشيب ووجهي من التكرش وأعضائي من التلوي والألم، ولن يحول دون ذلك أحبائي الذين سيبكون فوق قبري، وكيف أفرح بكنوزي وصحتي وزوجتي الفتاة الحسناء وولدي وأنا عارف بما ينتظرني؟ أجل، عندي من السعادة أقصى ما يطمع فيه رجل، ولكن ما هو عيش أولئك الذين هم عاملون، أولئك الذين هم بائسون، أولئك الذين هم مستضعفون، أولئك الذين هم جائعون؟

أسفرت هذه التأملات عن وصوله إلى النتيجة القائلة إن العالم ليس إلا مجموعة آلام فسأل:

من أين يأتي الألم؟ ما هو سببه؟ كيف يكافح؟

هنالك عزم بدهة على اكتشاف مصادر الألم الملازم لكل موجود ومداواته، فرأى أنه لا يستطيع أن يكون سعيدا ما علم أن لسعادته نهاية، وأن ما يتمتع به من سعادة زائلة أمر شاذ، فترك زوجته العزيزة وولده الطفل وأباه الشائب وقصره وأجراءه وكنوزه ولبس ثوبا حقيرا وحمل بيده كشكولا وصار يجوب القرى ماشيا عائشا من الصدقات مفكرا في الحقيقة مقلبا لجميع وجوهها مداوما على تأملاته.

بيد أنه لم يصل بتلك التأملات إلى الحل المنشود فأراد اعتزال العالم فأوغل في الأدغال البعيدة مفكرا سابحا في بحر من الرؤى ليل نهار.

مرت السنون، وكانت كلما مرت رأى شا كيه موني بعده من الغاية الغامضة التي يسعى إليها، ورأى أن من العبث ما عرض روحه وبدنه له من ابتلاء قاس، وأن من العبث ما قام به من الصيام إلى أن فقد وعيه وكاد يقضي نحبه، وأن من العبث أن ينهمك في فهم الطبيعة ومصير الأمور فهما مجردا، فهو لم يصل، بعد، إلى درجة بدهة، إلى الدرجة التي يصبح فيها المخلوق الذي يعلو البشر فيقدر على إنارة الناس وكشف الكروب عنهم.

شكل 3-4: مدخل قصر غواليار.

وإن بدهة ليجهد نفسه في الوصول إلى العلم الأسمى إذا ابتلي بأمير العفاريت وروح الشر مارا، فقد أراد هذا الجني أن يبطل عمله وأن يدخله إلى زمرة المذنبين.

ناپیژندل شوی مخ