وهنالك تنقبض صدور السياح، وتحمر عيونهم، وتجف شفاههم، ويأخذون في الهرب هم وجمالهم التي تعدو تارة وتقف أخرى؛ لتطمر نحورها في الرمل وتمرغ مناخيرها بالأرض، وإذا ما استطاعت القافلة أن تحتمي وراء صخرة حتى تهدأ الزوبعة فإنها تنجو، ولكنها إذا تاهت في البادية وكانت بعيدة من الملاجئ أو اشتدت العاصفة فإن نشاطها يفتر، وتفقد غريزة حب البقاء، ويستولي عليها الثول
4
والدوار، وتصير غير قادرة على الفرار، وتدفن تحت أكثبة الرمل، وتبقى مدفونة إلى أن تهب عاصفة أخرى، وتكشف عن عظامها المبيضة.»
وتكون درجة الحرارة في داخل جزيرة العرب مرتفعة عادة، ولا تهبط في الصحراء إلى أقل من 43 نهارا و38 ليلا، وتكون معتدلة في الأماكن الجبلية أو القريبة من البحر، فقد شاهد نيبوهر أن الحرارة في اليمن لا تزيد في أواخر شهر يوليه على 29 درجة بمقياس سنتيغراد، ويكون البرد في صنعاء قارسا في الشتاء.
والجفاف والجو المحرق ليسا سائدين لجزيرة العرب كلها، مع ذلك، ففي جزيرة العرب بقاع متسعة اتساع الدول الأوربية المهمة كثيرة الخصب كبلاد اليمن، وبلاد نجد التي لم ير پلغريڨ ما هو أنفع من جوها للصحة في العالم.
وتتألف صحاري جزيرة العرب من سهول رملية واسعة، وفيها آبار وواحات ذات نخيل ومناجع.
5
وتجوب قبائل البدو الصحراء دائما، ويأخذ عيشها بمجامع قلوب الأعراب، ويفضله الأعراب على غيره مع نفرة الأوربيين منه، وليس حب الأعراب لعيش البادية حديثا، فهم حفدة العرب الذين قصت التوراة علينا من أنبائهم، والذين حافظوا على ما تقتضيه من أذواق وطبائع وعادات.
ومما تقدم ترى جزيرة العرب ذات أجواء وتربة مختلفة، فيوجب هذا اختلافا في طرق معايشها ونباتها وحيوانها وسكانها. (2) إنتاج جزيرة العرب
التمر والبن من أهم ما تنتجه جزيرة العرب، ويعتمد سكانها على التمر في طعامهم، وعلى البن في اغتنائهم، ويستفيد العرب منذ القديم مما يصدرون من اللبان
ناپیژندل شوی مخ