شرح النتيجة الأولى
إن الفرس وثبوا على هرمز (أو هرمزد) ملكهم ففقئوا عينيه وخلعوه، ولم يقتلوه بحرجا، وولوا عليهم مرزبانا - من غير بيت الملك - اسمه بهرام، وكان ذلك في السنة الثامنة لموريق
Maurice
قيصر الروم، وهي سنة 590 للمسيح، وكان لهرمز ابن حدث اسمه كسرى، وهو الثاني المعروف بأبرويز، وعند الفرنج
، فخرج من أرض الفرس متنكرا في زي سائل حتى وصل إلى أرض الروم، وكتب من أنطاكية
4
كتابا إلى موريق قيصر الروم يستنجده، فرد عليه بكتاب،
5
وكلاهما من أبلغ ما كتب ملك إلى ملك، وأرسل إليه ابنه وجيش معه جيشا وأمده بمال، فاسترد ملكه وبايعه الناس كلهم، وتولى وزارته برمك جد البرامكة الذين ازدانت بهم الدنيا في دولة الرشيد، فلما رأى ذلك قيصر الروم أراد أن يغتنم الفرصة لرغبته في بلاد فارس فزوجه من ابنته مريم، ثم أهداه حلة عليها صليب فلبسها واستعرض بها جنده. فأما الفرس فوجدوا على ملكهم للبسه حلة عليها الصليب، وأما الروم فلم ينظروا إلى شهامة قيصرهم مع عدوهم بعين الرضا لا سيما تزويجه إياه من ابنته، فشغبوا عليه وقلبوا تماثيله، وكان القائم بهذه الحركة بطريقا ليس من بيت الملك، اسمه فوقاس
phocas ، كما كان القائم بالثورة على هرمز الفارسي مرزبانا من غير آل ساسان.
ناپیژندل شوی مخ