206

باغونه د رڼاوو او د رازونو پيژندنه په نبي محترم (ص) سيرت کې

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

پوهندوی

محمد غسان نصوح عزقول

خپرندوی

دار المنهاج

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ

د خپرونکي ځای

جدة

لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا [سورة الإسراء ١٧/ ١] . وقوله تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى. فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى. ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى [سورة النّجم ٥٣/ ٨- ١١]، إلى قوله: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى. لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى [سورة النّجم ٥٣/ ١٧- ١٨] . [حديث الإسراء والمعراج] ولا خلاف بين أئمة المسلمين وعلماء الدّين في صحّة الإسراء به ﷺ، إذ هو نصّ القرآن العظيم. ورواه جماعة من الصّحابة، كما أخرجه الحفّاظ في أصول الإسلام المشهورة، ولكنّ أكملها ترتيبا ووضعا ما رواه مسلم في «صحيحه» من حديث ثابت البناني. عن أنس بن مالك ﵁، أنّ رسول الله ﷺ قال: «أتيت بالبراق- (وهو/ دابّة أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه) - قال: فركبته حتّى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة الّتي تربط بها الأنبياء، ثمّ دخلت المسجد فصلّيت فيه ركعتين، ثمّ خرجت، فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللّبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة «١» .

(١) قلت: قال أبو شهبة- ﵀: عبّر عن اللّبن بالفطرة؛ لأنّه أوّل ما يدخل بطن المولود ويشقّ أمعاءه، وهو الغذاء الّذي لم يكن يصنعه غير الله، والغذاء الكامل المستوفي للعناصر الّتي يحتاج إليها الجسم في بنائه ونموه، مع كونه طيّبا سائغا للشّاربين. وقد تكرّر هذا العرض مرّتين، مرّة بعد الصّلاة في بيت المقدس- كما في صحيح مسلم- ومرّة في السّماء- كما في الحديث المتّفق عليه- (انظر السّيرة النّبويّة، ج ١/ ٤٢٦) .

1 / 217