باغونه د رڼاوو او د رازونو پيژندنه په نبي محترم (ص) سيرت کې

ابن عمر بحرق حضرمي d. 930 AH
197

باغونه د رڼاوو او د رازونو پيژندنه په نبي محترم (ص) سيرت کې

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

پوهندوی

محمد غسان نصوح عزقول

خپرندوی

دار المنهاج

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ

د خپرونکي ځای

جدة

فقال قائل منهم: أرى أن تربطوه في الحديد، وتغلقوا دونه الأبواب حتّى يموت، وقال آخر: أرى أن تخرجوه من بين أظهركم، فتستريحوا منه، وإن قتله غيركم كفاكم شرّه، وإن ظفر بالعرب فعزّه عن عزّكم، فقال أبو جهل: الرّأي عندي أن تخرجوا له من كلّ قبيلة رجلا، فيقتلوه دفعة واحدة، فيتفرّق دمه في القبائل، فيعجز قومه عن طلب الثّأر به. فقال الشّيخ النّجديّ: هذا والله هو الرّأي. فتفرّقوا على ذلك. [الإذن بالهجرة] فأخبر/ جبريل النّبيّ ﷺ بما قصدوا له، وأمره بالهجرة ليلة كذا، وهي اللّيلة الّتي علم الله سبحانه أنّهم يمكرون به فيها. وفي ذلك يقول الله ﷾: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ- أي: يحبسوك- أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ- أي: يحاربهم الله- وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ [سورة الأنفال ٨/ ٣٠] «١» . [الإسرار إلى أبي بكر ﵁ بالهجرة] وكان أبو بكر ﵁ قد تجهّز للهجرة إلى (المدينة)، فقال له رسول الله ﷺ: «على رسلك- أي: أمهل- فإنّي أرجو أن يؤذن لي فيها» . فعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده ورق التّمر «٢» .

(١) قلت: قد يقول قائل: ما بال الترتيب في هذه الآية لم يأتي على حسب الواقع، ولم وسّط الله القتل مع أنّه كان في المشاورة بدار النّدوة آخرا؟. والجواب: أنّ هذا من عجيب أسلوب القرآن، وبديع طريقته، ذلك أنّ الرّأي الّذي اختاروه هو القتل، فجاءت الآية على هذا النّسق البديع من توسيط القتل بين الحبس والإخراج، لتدلّ الآية بوضعها وترتيبها على الرّأي الوسط المختار، وهو سرّ من أسرار الإعجاز. فلله ربّ التنزيل ما أكرمه وما أبلغه. (٢) قلت: كان عند أبي بكر راحلتان، فقال أبو بكر للنّبيّ ﷺ: خذ بأبي

1 / 208