هابرماس: مقدمه ګڼه لنډه
يورجن هابرماس: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
لبيان الطريقة التي يعطى بها الموضوع الذي تشير إليه كلمة أو عبارة ما إلى الذات. وميز فريجه معنى الاصطلاح الباطن لغويا، ألا وهو
Sinn ، عما يشير إليه، أو
Bedeutung
الكائن بالعالم الخارجي. فعبارة «نجم الصباح» لها معنى يختلف عن عبارة «نجم المساء»، لكنهما يشيران إلى كوكب الزهرة. مؤقتا، لنستغل استخدام فريجه لكلمة
Sinn
في جانب واحد.
ذكر دلتاي أن العلوم الإنسانية، أو
Geisteswissenschaften ، كالتاريخ والفلسفة والقانون والأدب، وهي الفروع المعنية بدراسة الأمور الإنسانية؛ مميزة منهجيا عن العلوم الطبيعية؛ فالعلوم الإنسانية سبيل لفهم العالم الاجتماعي، بينما العلوم الطبيعية تعنى بتفسير الأحداث الخارجية أو الظواهر الطبيعية. رأى دلتاي أن التفسيرات الطبيعية-العلمية السببية كانت غير كافية لفهم الحياة الفكرية والروحانية للبشر. فسر العلم الأشياء من الخارج بمساعدة النظريات المدعومة بالملاحظة التجريبية. لكن أفعال البشر كان لا بد من فهمها أيضا من الداخل، من وجهة نظر التجربة الذاتية. على سبيل المثال، يمكن أن يعطينا العلم تفسيرا فيزيائيا وحيويا-كيميائيا وافيا لحركة الجسم البشري، لكنه لا يكشف لنا عن شيء حيال أهمية فعل العدو؛ فلا يعلمنا إن كان من يعدو أمامنا هو مسرع أم فار أم متدرب. ولكي نفهم مغزى الفعل، يجب أن نفسره في ضوء التجربة البشرية الذاتية للفاعل.
وعلى نهج دلتاي، فكر فيبر أن على المرء المزج بين الملاحظات الخارجية للسلوك البشري وفهم المغزى الذاتي «الداخلي» للفعل. ويمكن الوصول إلى المغزى الذاتي السالف الذكر بتفسير السلوك البشري في ضوء السياق ذي الصلة للدوافع والقيم والاحتياجات والرغبات البشرية. وقال فيبر إن الفعل ذو مغزى ذاتي؛ ومن ثم فهو مفهوم إذا تسنى ربطه بسياق مناسب من الوسائل والغايات؛ أي إذا تسنى فهمه باعتباره أقدم عليه لسبب. وفي المقابل، فالفعل «غير ذي مغزى»، شأنه شأن غالبية السلوكيات الحيوانية، إذا لم يتسن تفسيره إلا كرد فعل لمثير خارجي. لقد ربط فيبر بين مسألة مغزى الفعل ومسألة السبب الداعي للإقدام عليه.
يعيب نظرية فيبر للفعل، رغم كل مميزاتها التي تتفوق بها على نظرية دلتاي، العديد من السقطات. يرى فيبر أن المفسر يمكن أن يفهم مغزى فعل شخص ما، لدرجة أنه يستطيع إعادة خلق أو استنساخ ما يحدث ذاتيا «داخل» عقل ذلك الشخص بشكل فيه تقمص عاطفي، لكنه لا يقدم لنا تحليلا وافيا لماهية هذا الفهم الحاصل بالتقمص العاطفي. لدى فيبر مفهوم ازدواجي عن الفعل طبقا له ينفصل العقل الداخلي عن الجسد الخارجي، وبذا تظل العلاقة بينهما غامضة في حد ذاتها. ومن ثم، يتعذر عليه أن يصرح بالقيود التي تقيد تفسير فعل ما. وهذا يعني أنه لا سبيل لديه لتفسير سبب أن ما يعد غير عقلاني أو عقلانيا من منظور الفاعل يعد أيضا غير عقلاني أو عقلانيا من منظور مفسر الفعل. ولذلك، لا يستطيع فيبر تفسير علة استمرار ثبات مغزى الفعل بمرور الوقت وإمكانية الكشف عنه.
ناپیژندل شوی مخ