هابرماس: مقدمه ګڼه لنډه
يورجن هابرماس: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
Mündigkeit (والذي يترجم أحيانا إلى «الرشد»)؛ وهي القدرة على استخدام المرء منطقه الخاص والتفكير بنفسه. ولكن حسبما يرى أدورنو، يرتبط الرشد
Mündigkeit
بالتحرر من جهة شديدة السلبية؛ فالتحرر في الموقف الحالي لا يعني سوى مقاومة النظام الراسخ، والقدرة على قول كلمة «لا»، والقدرة على رفض التكيف أو التأقلم مع الواقع الاجتماعي الحالي. ويريد هابرماس، في المقابل، أن يحدد الظروف الاجتماعية والمؤسسية التي تعزز الاستقلال؛ فالتحرر عنده يعني خلق مؤسسات ديمقراطية حقا لها القدرة على الصمود في مواجهة الآثار المدمرة للرأسمالية وإدارة الدولة.
ولذا فإن «التحولات البنيوية» يعطي صورة للتنوير أقل تشاؤما وسوادا بكثير من «جدلية التنوير». ففي «جدلية التنوير»، نجد أن العقلانية نفسها هي السبب المحتوم للهيمنة وفي آن واحد السبيل لفك عراها. إن نظرية أدورنو وهوركهايمر أبورية عن وعي ذاتي؛ فهي تسلط ضوءا طفيفا على الموقف المتأزم الذي لا سبيل للخروج منه. وفي المقابل نجد أن نظرية هابرماس عن الفضاء العام تتبنى نموذج النقاش العقلاني الحر بين الأنداد، مع أنه لم يتحقق حاليا باعتباره نموذجا جديرا بأن نسعى وراءه رغم ذلك.
الفصل الثاني
نهج هابرماس الجديد نحو النظرية الاجتماعية
(1) أعمال هابرماس الأولى
بعد «التحولات البنيوية» بعشرين عاما تقريبا، نشر هابرماس عمله «نظرية الفعل التواصلي» الذي يعتبر أول إعلان رئيسي عن نظريته الناضجة. ولم يكن العقدان الفاصلان بأي حال من الأحوال فترة من الصمت المطبق. على العكس من ذلك، كان إنتاج هابرماس في هذه الفترة غزيرا على غير العادة؛ حيث نشر العديد من الأعمال المهمة. فإذا كان «التحولات البنيوية» العمل الذي بشر بنهاية تبعية هابرماس الفكرية، فقد مثل هذان العقدان سنوات إبحاره في رحلته الفكرية. وخلال هذه الرحلة، أعاد هابرماس تجهيز نفسه وتعديل موقفه فيما يختص بالمنهج الهيجلي-الماركسي الذي لم يكن على وفاق تام معه على الإطلاق. وحقق ذلك بأن طور ثلاثة مسارات فكرية ذات صلة بذلك المنهج.
أطال هابرماس انخراطه النقدي مع ماركس وإرثه الفكري في الستينيات والسبعينيات، مستندا إلى فرضية مفادها أن العمل هو الفئة الأساسية لإدراك الإمكانات البشرية، وأن حرية الإنسان يمكن تصورها بشكل ذي مغزى باعتبارها تحررا لقوى الإنتاج وتحولا لعلاقات الإنتاج.
وكما أوضح غيره من المنظرين، ومنهم المنظر الاجتماعي الفرنسي سيمون ويل (1909-1943)، أن الحرية بتصورها هذا لا ترقى إلى تحرر البشر والقضاء على الظلم الاجتماعي، فيجب عدم الخلط بين العلاقات والتفاعلات الإنسانية من ناحية والعمل والكد من ناحية أخرى؛ ذلك أن العمل والكد علاقات تربط بين ذات وموضوع، وهي علاقات أداتية محضة، بينما الأولى علاقات بين الذوات وهي لا أداتية إلى حد كبير. واستجابة لذلك، شرع هابرماس في دراسة تطور البنى المعيارية، وتطور الوعي الأخلاقي كتتمة وتصحيح للفكر الماركسي، الذي كان مشغولا أكثر من اللازم بتطوير أنماط الإنتاج. ولقد أعطاه ذلك مفهوما أكثر ثراء بالروابط الاجتماعية والإنسانية مقارنة بما أتاحته عادة النظريات الماركسية.
ناپیژندل شوی مخ