55

Guiding People of Understanding on the Innovation of Dividing Religion into Shell and Core

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

خپرندوی

دار طيبة

د ایډیشن شمېره

العاشرة

د چاپ کال

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

د خپرونکي ځای

مكة المكرمة

ژانرونه

وأَمَر عمر ﵁ ببناء المسجد، وقال: " أكِنَّ (١) الناسَ من المطر، وإيَّاك أن تُحَمِّرَ أو تُصَفِّرَ فتفتنَ الناس " (٢). وقال أنس ﵁: " يأتي على الناس زمان يتباهَوْن بالمساجد، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا " (٣). وعن الحسن قال: (لما بنى رسول الله ﷺ المسجد، أعانه عليه أصحابه، وهو يتناول اللَّبِن، حتى اغبرَّ صدرُه، فقال: " ابنوه عريشًا كعريش موسى " (٤)، فقيل للحسن: " وما عريش موسى؟ " قال: " إذا رفع يده بَلَغَ العريش " يعني السقف. وعن عبادة بن الصامت ﵁: (أن الأنصار جمعوا مالًا، فَأَتَوْا به النبيَّ ﷺ، فقالوا: " يا رسول الله ابْنِ هذا المسجدَ، وزَيِّنْهُ، إلى متى تصلى تحت هذا الجريد؟ "، فقال: " ما بي رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى ") (٥). إن انصراف القوم إلى الاهتمام بهذه " القشور " يعكس أنهم يعتاضون عن جمال العقيدة بجمال الجدران والزخارف، وعن نور الِإيمان بأضواء الثريات، فيتلهي المصلون بتأملهم في سجوف المنافذ، وإبداع المنابر، ونقوش الجدران والسقف والمحاريب عن الخشوع الذي هو روح العبادة.

(١) أي: اجعل المسجد على صفة تصونهم من المطر، من أكننت الشيء: إذا صُنْتَه، وسترته. رواه البخاري تعليقًا (١/ ٥٣٩ - فتح)، قال المناوي ﵀: (وقد كان عمر - مع كثرة الفتوح في أيامه، وَسَعَة المال عنده لم يُغَيِّر المسجد عما كان عليه) اهـ. من " الفيض " (٥/ ٤٢٦). (٣) أخرجه أبو يعلى، وابن خزيمة في " صحيحه "، وأخرجه مختصرًا أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وأورده البخاري تعليقًا (١/ ٥٣٩ - فتح). (٤) عزاه الألباني في " الصحيحة " إلى ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل "، وقال: (هو مرسل صحيح)، ويشهد له الحديث التالي. (٥) رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " كما في " الصحيحة "، وحسنه الألباني لغيره.

1 / 55