242

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

ژانرونه

الْأَنْصَارِ كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللهِ ﵌ مِنْ أَبْيَاتِهِمْ فَيَسْقِينَاهُ» (رواه البخاري ومسلم).
(وَالْمَنِيحَة هِيَ الْعَطِيَّة، وَتَكُون فِي الْحَيَوَان وَفِي الثِّمَار وَغَيْرهمَا، وقَدْ تَكُون الْمَنِيحَة عَطِيَّة لِلرَّقَبَةِ بِمَنَافِعِهَا وَهِيَ الْهِبَة، وَقَدْ تَكُون عَطِيَّة اللَّبَن أَوْ الثَّمَرَة مُدَّة، وَتَكُون الرَّقَبَة بَاقِيَة عَلَى مِلْك صَاحِبهَا وَيَرُدّهَا إِلَيْهِ إِذَا اِنْقَضَى اللَّبَن أَوْ الثَّمَر الْمَأْذُون فِيهِ).
ب- وعن عائشة ﵂ قالت: «لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﵌ وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» (رواه مسلم).
جـ- قَالَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ ﵌ وَمَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ» (رواه مسلم). (الدَّقَل: تَمْر رَدِيء).
ثانيًا: قناعته ﵌ في فراشه:
عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: «كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ ﵌ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ» (رواه البخاري).
وعن عَبْدِ اللهِ ابن مسعود ﵁ قَالَ: نَامَ رَسُولُ اللهِ ﵌ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً؟، فَقَالَ: «مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» (صحيح رواه الترمذي)
ثالثا: تربيته ﵌ أهله على القناعة:
لقد ربى النبي ﵌ أهله على القناعة بعد أن اختار أزواجه البقاء معه، والصبر على القلة، والزهد في الدنيا حينما خيرهن بين الإمساك على ذلك أو الفراق والتمتع بالدنيا كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب:٢٨، ٢٩).
فاخترن ﵅ الآخرة، وصبرن على لأواء الدنيا، وضعف الحال، وقلة

1 / 261