192

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

ژانرونه

وعن أسامة بن شريك ﵁ قال: قالوا: يا رسولَ الله، ما أفضلُ ما أعطِي المرءُ المسلمُ؟ قال: «الخُلُقُ الحَسَنُ» (صحيح رواه أحمد، وأبو داود، والنَّسائي، وابنُ ماجه).
وأخبر النَّبيُّ ﵌ أنَّ صاحبَ الخلق الحسن يَبلُغُ بِخلقِه درجةَ الصَّائم القائم لئلا يشتغِلَ المريدُ للتقوى عن حسن الخلق بالصَّوم والصلاة، ويَظُنُّ أنَّ ذلك يقطعه عن فضلهما، فروى الإمام أحمد، وأبو داود، من حديث عائشة ﵂، عن النَّبيِّ ﵌ قال: «إنَّ المؤْمِنَ ليُدرِكَ بحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ الصَّائِمِ القَائِمِ» (حسن).
وأخبر ﵌ أنَّ حسن الخُلق أثقلُ ما يُوضَعُ في الميزان، وأنَّ صاحبَه أحبُّ الناسِ إلى الله وأقربهم من النبيين مجلسًا، فروى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي من حديث أبي الدرداء ﵁، عن النَّبيِّ ﵌، قال: «ما مِنْ شيءٍ يوضَعُ في الميزَانِ أثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وإنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ والصَّلَاةِ» (صحيح).
وروى ابن حبان في (صحيحه) من حديث عبدِ الله بن عمرو ﵄، عن النَّبيِّ ﵌ قال: «ألَا أخْبِرُكُمْ بأحَبِّكُمْ إلَى اللهِ وأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ؟» قالوا: بلى، قال: «أحسَنُكُم خُلُقًا» (حسن).
وسُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﵌ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ:
«تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ».
وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: «الْفَمُ وَالْفَرْجُ». (حسن)
وقال النَّبيِّ ﵌ قال: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ» (حسن رواه أبو داود).
قال ابن القيم: «وهذه كلها يشملها حسن الخلق».
(أَنَا زَعِيم): أَيْ ضَامِن وَكَفِيل (بِبَيْتٍ): قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْبَيْت هَا هُنَا الْقَصْر.

1 / 209