ومجسما؛ نظرًا لما قام من توهم أن صفات الله تشبه صفات خلقه، ولم يدر أن هذا الوصف أليق به؛ فهو الذي شبه أولًا، ثم عطل ثانيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال إمام الأئمة وناصر السنة أبو بكر محمد بن خزيمة ﵀ في الرد على الجهمية وتلاميذهم ممن زعم أن إثبات الصفات لله ﷿ يقتضي التشبيه، وننقل كلامه مختصرًا في هذا الموضوع:
قال ﵀: "وزعمت الجهمية عليهم لعائن الله أن أهل السنة ومتبعي الآثار، والقائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم ﷺ، المثبتين لله ﷿ صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله، المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى ﷺ بنقل العدل عن العدل، موصولًا إليه: مشبهة١؛ جهلًا منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا ﷺ وقلة معرفتهم الذين بلغتهم خوطبنا ... ".
إلى أن قال: "نحن نقول وعلماؤنا جميعا من جميع الأقطار: إن لمعبودنا ﷿ وجها كما أعلمنا الله في محكم تنزيله؛ فذَوَّاهُ بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك، ونقول: إن لوجه ربنا ﷿ من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه؛ لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ... ونقول: إن لبني آدم وجوها كتب الله عليها الهلاك، ونقول: إن أوجه بني آدم محدثه مخلوقة، لم تكن فكونها الله بعد أن لم تكن مخلوقة، وأجدها بعد ما كانت عدما، وإن جميع وجوه بني آدم فانية غير باقية، تصير جميعا ميتا ثم رميما، ثم ينشئها الله بعدها صارت رميما، ثم تصير إما جنة منعمة فيها أو إلى النار معذبة فيها".
فهل يخطر يا ذوي الحجا ببال عاقل مركب فيه العقل، يفهم لغه العرب،
(هذا خبر إن التي تقدم في قوله إن أهل السنة ... إلخ.)