Greatness of the Quran and its Impact on Souls in Light of the Book and Sunnah
عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
اللعب، والغفلة (١).
الأدب الثاني: إخلاص النية لله تعالى؛ لأن تلاوة القرآن من أعظم العبادات لله ﷿ -، وقد قال الله ﷿: ﴿فَاعْبُدِ الله مُخْلِصًا لَّهُ الدِّين﴾ (٢)، وفي ذلك أحاديث منها الأحاديث الآتية:
١ - عن جابر ﵁، قال: دخل النبي ﷺ المسجد فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن، قال: «اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله ﷿، من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح (٣) يتعجَّلونه (٤)، ولا يتأجَّلونه» (٥)، وفي لفظ لأحمد وأبي داود: قال جابر ﵁: خرج علينا رسول الله ﷺ، ونحن نقرأُ القرآن وفينا الأعرابي والعجمي (٦) فاستمع فقال: «اقرَؤوا فكل حسنٌ (٧)، وسيجيء أقوامٌ يُقيمونه كما يُقام القدح يتعجَّلونه ولا
_________
(١) انظر: ما تقدم في صفات القرآن العظيم في المبحث الثالث.
(٢) سورة الزمر، الآية: ٢.
(٣) يقيمونه إقامة القدح: أي يصلحون ألفاظه وكلماته، ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته كما يقام القدح: وهو السهم: أي يبالغون في عمل وإصلاح القراءة كمال المبالغة؛ لأجل الرياء والسمعة، والمباهاة والشهرة، [عون المعبود شرح سنن أبي داود، ٣/ ٥٩].
(٤) يتعجلونه ولا يتأجلونه: أي يتعجلون ثوابه في الدنيا فيطلبون به أجر الدنيا، ويسألون به الناس، «ولا يتأجلونه» بطلب الأجر في الآجل في الآخرة العُقبى، بل يؤثرون العاجلة على الآجلة، ويتواكلون ولا يتوكَّلون. [عون المعبود شرح سنن أبي داود، ٣/ ٥٩].
(٥) أحمد في المسند، ٣/ ٣٥٧، وفي المحقق، ٢٣/ ١٤٤، برقم ١٤٨٥٥.
(٦) العجمي: أي غير العربي من الفارس، والرومي، والحبشي: كسلمان، وصهيب، وبلال، قاله الطيبي.
(٧) اقرؤوا فكل حسن: أي اقرؤوا كلكم فكل واحدة من قراءتكم حسنة مرجوة الثواب إذا آثرتم الآجلة على العاجلة، ولا عليكم أن لا تقيموا ألسنتكم إقامة القدح وهو السهم قبل أن يراش [عون المعبود، ٣/ ٥٩].
1 / 68