الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
77

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

المبحث الثالث عشر: السلوك الحكيم تعريف السلوك لغة وشرعًا: السلوك لغة: مصدر سلك يقال: سلك طريقًا، وسلك المكان يسلكه سلكًا وسلوكًا (١)، وسلكه غيره. والسلوك اصطلاحًا: سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسن السلوك أو سيّئ السلوك (٢). أما الخُلق فهو: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر وروِيَّة، وجمعه: أخلاق. والأخلاق عِلْمٌ موضوعه أحكام قَيِّمة تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح (٣)، وهذه الحال تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: ما يكون طبيعيًا من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو الغضب، ويهيج لأدنى سبب، وكالذي يجبن من أيسر شيء، كمن يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه. القسم الثاني: ما يكون مستفادًا بالعادة والتدريب، وربما كان مبدؤه بالرويّة والفكر، ثم يستمر عليه حتى يصير مَلَكَة وخُلقًا (٤). والسلوك عمل إرادي، كقول: الصدق، والكذب، والبخل، والكرم، ونحو ذلك. فاتضح أن الخلق حالة راسخة في النفس وليس شيئًا خارجًا

(١) لسان العرب لابن منظور، حرف الكاف فصل السين، ١٠/ ٤٤٢. (٢) المعجم الوسيط، مادة (سلك)، ١/ ٤٤٥. (٣) المعجم الوسيط، مادة (خلق)، ١/ ٢٥٢. (٤) انظر: مقدمة في علم الأخلاق، د/محمود حمدي زقزوق، ص٣٩.

1 / 78