الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
المبحث الأول: تعريف الخُلُق الحسن
الخُلْقُ لغةً: السجيّة، والطبع، والمروءة، والدين (١).
وحقيقته أنه صورة الإنسان الباطنة، وهي: نفسه، وأوصافها، ومعانيها المختصة بها، بمنزلة: الخَلْق لصورته الظاهرة، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة (٢).
فالخلق: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجةٍ إلى فكر ورويّة، وجمعه: أخلاق. والأخلاق: علم موضوعه أحكام قيمة تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح (٣)،وهذه الحال تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يكون طبيعيًا من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو الغضب، ويهيج لأدنى سبب، وكالذي يجبن من أيسر شيء، كمن يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه.
القسم الثاني: ما يكون مستفادًا بالعادة والتدريب، وربما كان مبدؤه بالرويَّة والفكر ثم يستمر عليه حتى يكون ملكةً وخلقًا (٤).
أما السلوك: فهو سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسن السلوك أو سيّئ السلوك (٥).
والسلوك: عمل إراديٌّ، كقول: الكذب، والصدق، والبخل،
_________
(١) انظر: القاموس المحيط، ص١٣٧، والمصباح المنير، ١/ ١٨٠.
(٢) انظر: غريب الحديث والأثر لابن الأثير، ٢/ ٧٠.
(٣) انظر: المعجم الوسيط، ١/ ٤٤٥.
(٤) انظر: مقدمة في علم الأخلاق، د/ محمود حمدي زقزوق، ص٣٩.
(٥) المعجم الوسيط، ١/ ٢٥٢.
1 / 5