الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
25

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

المبحث الثامن: الإخلاص أولًا: تعريف الإخلاص: الإخلاص في اللغة: خَلَصَ يخلص خلوصًا: صفا وزال عنه شوبه، ويقال: خلص من ورطته: سلم منها ونجا، ويقال: خلَّصه تخليصًا: أي نجَّاه، والإخلاص في الطاعة ترك الرياء (١). وحقيقة الإخلاص: هو أن يريد العبد بعمله التقرب إلى اللَّه تعالى وحده. وقد ذكر أهل العلم تعريفات بعضها قريب من بعض: فقيل: الإخلاص: إفراد الحق - سبحانه - بالقصد في الطاعة. وقيل: الإخلاص: استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء أن يكون ظاهره خيرًا من باطنه، والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره. وقيل: تصفية العمل من كل ما يشوبه (٢). وعلى ما تقدم: يتضح أن الإخلاص: صرف العمل والتقرب به إلى اللَّه وحده، لا رياءً ولا سمعة، ولا طلبًا للعرض الزائل، ولا تصنعًا، وإنما يرجو ثواب اللَّه ويخشى عقابه ويطمع في رضاه. ولهذا قال القاضي عياض: «ترك العمل من أجل الناس رياء،

(١) المعجم الوسيط، ١/ ٢٤٩، ومختار الصحاح، ص٧٧. (٢) مدارج السالكين لابن القيم، ٢/ ٩١.

1 / 26