الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
لَعَّانًا وإنما بُعِثْتُ رحمةً» (١).
وحديث حذيفة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «أيُّما رجل من أمتي سببته سبةً أو لعنته لعنةً في غضبي؛ فإنما أنا من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة» (٢).
وجاء في الحديث عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «إنما أنا رحمةٌ مهداةٌ» (٣).
وقد قال ﷺ: «أنا محمد، وأحمد، والمُقَفِّي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة» (٤).
ثانيًا: الأمثلة التطبيقية وأنواعها:
النوع الأول: رحمته ﷺ لأعدائه:
المثال الأول: رحمته ﷺ لأعدائه في الجهاد:
وقد شملت رحمته ﷺ الأعداء حتى في قتالهم ومجاهدتهم؛ فإن قوة الجهاد في سبيل اللَّه تعالى في شريعته ﷺ لها ضوابط ينبغي أن
(١) مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها، برقم ٢٥٩٩. (٢) أبو داود، كتاب السنة، باب النهي عن سب أصحاب رسول الله ﷺ، برقم ٤٦٥٩، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، ٣/ ١٣٤. (٣) رواه ابن سعد، ١/ ١٩٢، وابن أبي شيبة ١١/ ٥٠٤، والحاكم، ١/ ٣٥، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة بطرقه، برقم ٤٩٠. (٤) مسلم، كتاب الفضائل، باب في أسمائه ﷺ، برقم ٢٣٥٥.
يلتزم بها المجاهدون في سبيل اللَّه – تعالى – ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (١)، فيدخل في ذلك ارتكاب المناهي: من المثلة، والغلول، وقتل النساء، والصبيان، والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال، والرُّهبان، والمرضى، والعُمي، وأصحاب الصّوامع؛ لكن من قاتل من هؤلاء أو استعان الكفّار برأيه قتل (٢).
ويدخل في ذلك قتل الحيوان لغير مصلحة، وتحريق الأشجار، وإفساد الزّروع والثّمار، والمياه، وتلويث الآبار، وهدم البيوت (٣)، وقد «وُجدت امرأةٌ مقتولة في بعض مغازي رسول اللَّه ﷺ، فنهى رسول اللَّه ﷺ عن قتل النساء والصبيان» (٤)؛ ولهذا كان ﷺ إذا أمَّر أميرًا على جيش أوسريّة أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا بسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تُمثّلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ...» (٥)، ثم بيّنها ﷺ كالآتي:
(أ) الإسلام والهجرة، أو إلى الإسلام دون الهجرة، ويكونون كأعراب المسلمين.
(ب) فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية.
(١) سورة البقرة، الآية: ١٩٠. (٢) انظر: المغني لابن قدامة ١٣/ ١٧٥ - ١٧٩. (٣) انظر: تفسير ابن كثير ١/ ٢٢٧ وعناصر القوة في الإسلام ص٢١٢. (٤) البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب قتل الصبيان في الحرب، برقم ٣٠١٤، ورقم ٣٠١٥. (٥) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ٣/ ١٣٥٧، برقم ١٧٣١.
1 / 147