128

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

المبحث العشرون: الرفق واللين
أولًا: تعريف الرفق واللين:
الرفق لغة: اللطف ولين الجانب (١)، وهو ضد العنف (٢)، واللين: ضد الخشونة (٣)، قال اللَّه تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ (٤).
ومعنى ﴿لِنتَ لَهُمْ﴾: سهَّلت لهم أخلاقك، وكثرة احتمالك، ولم تسرع إليهم بالغضب فيما كان منهم (٥).
فظهر من هذه التعريفات اللغوية أن الرفق واللين يتضمن: لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل والأيسر وحسن الخلق، وكثرة الاحتمال، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف (٦).
ويُطلق الرفق واللين على المداراة إذا كان في ذلك دفع برفق، يُقال: «دَارَأهُ» أي لاينه واتقاه (٧)، ودفعه (٨)، ولاطفه ولاينه اتقاءً لشرِّه (٩)، وفي الحديث: «أن رسول اللَّه ﷺ كان يصلي فجاءت بهمة

(١) القاموس المحيط، ص١٤٥، والمعجم الوسيط، ١/ ٣٦٢، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، ٢/ ٢٤٦.
(٢) مختار الصحاح، ص١٠٥.
(٣) المرجع السابق، ص٢٥٥.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٥) انظر: تفسير البغوي، ١/ ٤٤٩.
(٦) انظر: فتح الباري، ١٠/ ٤٤٩.
(٧) مختار الصحاح، ص٨٥، مادة «دَرَأَ».
(٨) القاموس المحيط، ص٥٠.
(٩) المعجم الوسيط، ١/ ٢٧٦.

1 / 129