الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
128

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

المبحث العشرون: الرفق واللين أولًا: تعريف الرفق واللين: الرفق لغة: اللطف ولين الجانب (١)، وهو ضد العنف (٢)، واللين: ضد الخشونة (٣)، قال اللَّه تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ (٤). ومعنى ﴿لِنتَ لَهُمْ﴾: سهَّلت لهم أخلاقك، وكثرة احتمالك، ولم تسرع إليهم بالغضب فيما كان منهم (٥). فظهر من هذه التعريفات اللغوية أن الرفق واللين يتضمن: لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل والأيسر وحسن الخلق، وكثرة الاحتمال، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف (٦). ويُطلق الرفق واللين على المداراة إذا كان في ذلك دفع برفق، يُقال: «دَارَأهُ» أي لاينه واتقاه (٧)، ودفعه (٨)، ولاطفه ولاينه اتقاءً لشرِّه (٩)، وفي الحديث: «أن رسول اللَّه ﷺ كان يصلي فجاءت بهمة

(١) القاموس المحيط، ص١٤٥، والمعجم الوسيط، ١/ ٣٦٢، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، ٢/ ٢٤٦. (٢) مختار الصحاح، ص١٠٥. (٣) المرجع السابق، ص٢٥٥. (٤) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩. (٥) انظر: تفسير البغوي، ١/ ٤٤٩. (٦) انظر: فتح الباري، ١٠/ ٤٤٩. (٧) مختار الصحاح، ص٨٥، مادة «دَرَأَ». (٨) القاموس المحيط، ص٥٠. (٩) المعجم الوسيط، ١/ ٢٧٦.

1 / 129