106

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ (١). ثالثًا: أمثلة الحلم: المثال الأول: مع من قال هذه قسمة ما عُدِلَ فيها: عن ابن مسعود ﵁ قال: لما كان يوم حنينٍ آثر النبيُّ ﷺ أُناسًا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أُناسًا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة، قال رجل: واللَّه إن هذه القسمة ما عُدِلَ فيها، وما أُريدَ بها وجه اللَّه، فقلت: واللَّه لأُخبرنَّ النبي ﷺ، فأتيته فأخبرته، فقال: «فمن يعدلْ إذا لم يعدلِ اللَّه ورسولُه؟! رحم اللَّه موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (٢). وهذا من أعظم مظاهر الحلم في الدعوة إلى اللَّه - تعالى - وقد اقتضت حكمة النبي ﷺ أن يقسم الغنائم بين هؤلاء المؤلفة قلوبهم، ويوكِّل من قلبه ممتلئ بالإيمان إلى إيمانه (٣). المثال الثاني: مع من قال: كنا أحقَّ بهذا: عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال بعث علي بن أبي طالب ﵁ إلى رسول اللَّه من اليمن بذهيبة (٤) في أديم مقروظ (٥) لم تُحصِّل من

(١) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩. (٢) البخاري بلفظه، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس، برقم ٢٩٨١، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه، برقم ١٠٦٢. (٣) انظر: فتح الباري، شرح صحيح البخاري، ٨/ ٤٩. (٤) أي: ذهب. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨. (٥) مدبوغ بالقرظ. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.

1 / 107