غرر الخصائص الواضحة و عرر النقائص الفاضحة
غرر الخصائص الواضحة و عرر النقائص الفاضحة
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
فقال أحسنت والله وضرب بيده إلى دراعته فشق منها ذراعًا فقال زدني فغنيته
فيا حبها زدني جوى كل ليلة ... ويا سلوة الأحباب موعدك الحشر
فقال أحسنت ثم ضرب بيده إلى دراعته فشق منها ذراعًا آخر فقال له زدني فغنيته
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى ... وزرتك حتى قيل ليس له صبر
فقال أحسنت وشق باقي دراعته من شدة الطرب ثم رفع طرفه إلي وقال لي تمن واحتكم فقلت أتمنى عين مروان قال إسحق فرأيته وقد دارت عيناه في رأسه حتى خلتهما جمرتين ثم قال يا ابن اللخناء أتريد أن تشهرني بهذا المجلس وتجعلني سمرًا وحديثًا يقول الناس أطربه فوهبه عين مروان أما والله لولا بادرة جهلك التي غلبت على صحة عقلك لألحقتك بمن غبر من أهلك ثم أطرق اطراق الافعوان فرأيت ملك الملك بيني وبينه ينتظر أمره في ثم رفع رأسه ودعا بابراهيم بن ذكوان وقال له خذ بيد هذا الجاهل وأدخله بيت المال فإن أخذ ما فيه فدعه وإياه قال إسحق فدخلت وأخذت ما يساوي عين مروان أضعافًا وما أحسن ما قال بعض البلغاء يصف إنسانًا بصيرًا بالعواقب فلان يعرف من مبادئ الأحوال خواتيم الأعمال ومن صدور الأمور إعجاز ما في الصدور وقال آخر فلان يرى العواقب في مرآة فكره فلا يشتبه عليه نفعه بطمره نادرة قيل لبعض المجانين هل لك في الشراب فقال إن العاقل يشرب الخمر حتى يتشبه بي فأنا إذا شربته فبمن ذا أتشبه وأحسن منها ما يحكى إن أعرابيًا راود امرأة عن نفسها فأنعمت له فلما قعد بين شعبتيها قام عنها ولم يقض وطرا ولا عفى من غرضه أثرًا فقالت له يا هناه ما الذي عراك وقد بلغت مناك فقال إن رجلًا يبيع جنة عرضها السموات والأرض باصبعين بين فخذيك لقليل الخبرة بالمساحة والعاقل من اهتدى بمشورة نصحائه وكشف لهم عن مستور أغراضه وانحائه قال الله تعالى لنبيه محمد ﷺ وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله فهذا الخطاب لمحمد ﷺ ليعلم
1 / 121