يبنى، فباشر الشريف البناء ملازما له حتى فرغ منها. (1)
وخرج من حلب عدة من علماء الشيعة وفقهائهم منهم الشيخ كردي بن عكبري بن كردي الفارسي الفقيه الثقة الصالح، كان يقول: بوجوب الاجتهاد عينا وعدم جواز التقليد قرأ على الشيخ الطوسي وبينهما مكاتبات وسؤالات وجوابات. (2)
ومنهم الفقيه المقدام أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي 374- 447 مؤلف الكافي، والتهذيب والمرشد وتقريب المعارف،- وقد طبع الأول والأخير- وغيرها.
وقد كانت الصلة بين شيعة حلب وشيعة الكوفة وثيقة جدا ولأجل ذلك نرى ان بعض البيوت العراقية ينتسب إلى حلب وما ذلك إلا لوجود الصلة التجارية أو العلمية بين البلدين فهذا هو عبيد الله بن علي بن أبي شعبة المعروف بالحلبي وما هو إلا أنه كان يتجر هو وأبوه وإخوته إلى حلب فاشتهروا بالحلبيين. وعبيد الله هذا من فقهاء الشيعة في القرن الثاني وله كتاب يرويه أصحابنا عنه (3) ورواياته مبثوثة في المعاجم الحديثية.
هذا بعض ما كان للشيعة من الشأن في تلك التربة الزاهرة وأما مصيرهم في القرون فقد حدث عند المؤرخون وقد مر تصريح بعضهم بما جرى على شيعة آل البيت من المجاز فيها. ولنشر إلى النزر اليسير منها ونترك الكثير إلى مجال آخر.
ان تاريخ الشيعة تاريخ دموي حيث إنهم عاشوا بين الخوف والرجاء، وبين الحجر والمدر وقد تعامل معهم الأمويون والعباسيون بشكل يندي له جئن البشرية فلم يكن السبب للفتك بهم إلا عدم تحالفهم مع الظالمين ومع ذلك فبقاء الشيعة اليوم يعد من أكبر المعاجز ومن خوارق العادات إذ لم يشهد التاريخ أمة أصابتهم النوائب والمظالم والقتل الذريع مثل ما أصابت شيعة أهل البيت ومواليهم، ولو انك وقفت على
مخ ۹