الباري تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء وحقيقة هذه المسألة تتبين على معرفة حقيقة المثلين والخلافين فحقيقة المثلين عندنا كل موجودين ينوب أحدهما مناب الآخر ويقوم مقامه
وذهب أبو هاشم إلى أن حد المثلين المشتركين في أخص الأوصاف
ثم زعموا أن الاشتراك في الوصف الأخص لو كان يوجب الاشتراك في سائر الصفات لكان الاختلاف في الأخص يوجب الاختلاف في سائر الصفات ورأينا أن الحركة مع السواد يختلفان في الأخص وإن أخص أوصاف الحركة الزوال عن المكان وأخص أوصاف السواد أنه يسود المحل
ثم يشتركان في أوصاف العموم وهو كونهما موجودين عرضين حادثين وإذا ثبت ما ذكرناه ثبت أن الله تعالى ليس له مثل لأنه لو كان له مثل وجب قدم العالم أو حدوث الباري وكل واحد منهما كفر
وتتضح هذه الجملة بقول الله تعالى
ﵟليس كمثله شيء وهو السميع البصيرﵞ
وقوله
ﵟلم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدﵞ
مسألة
الباري تعالى ليس بجسم
مخ ۸۰