361

غنیه لټولو هغه کسانو ته چې د حق لاره غواړي

الغنية لطالبي طريق الحق

ایډیټر

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

[مجلس] في ذكر يوم الفطر
قال الله تعالى: ﴿قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى﴾ [الأعلى: ١٤ - ١٥].
قوله: ﴿قد أفلح﴾ فالفلاح على وجهين:
أحدهما: الفوز والنجاة من النيران في العقبى ومن الآفات والبلايا في الدنيا.
والثاني: اليمن والسعادة بالتوفيق للطاعة في الدنيا والخلود في الجنان في الأخرى، قال الله ﷿: ﴿قد أفلح المؤمنون﴾ [المؤمنون: ١] يعنى سعدوا، ونظيره ﴿قد أفلح من تزكى﴾ [الأعلى: ١٤] أي وفق للزكاة، وتطهيره إيمانه وتقواه من الآثام، وأما من لم يزك فلا فلاح له قاله الله ﷿: ﴿إنه لا يفلح المجرمون﴾ [يونس: ١٧] أي لا يفوزوا ولا يسعدوا.
وأما قوله: ﴿من تزكى﴾ فقد اختلف في ذلك:
فقال ابن عباس ﵄: يعنى من تطهر من الشرك بالإيمان.
وقال الحسن ﵀: ﴿من تزكى﴾ يعنى من كان صالحًا وعمله زاكيًا ناميًا.
وقال أبو الأحوص: عنى به ﷿ -زكاة الأموال كلها.
وقال قتادة وعطاء -رحمهما الله -: أراد به زكاة الفطر لا غير.
وقوله: ﴿وذكر اسم ربه فصلى﴾ قد اختلف في ذلك أيضًا:
فقال ابن عباس ﵄: معناه وحد الله تعالى وصلى الصلوات الخمس.
وقال أبو سعيد الخدرى ﵁: ﴿ذكر اسم ربه﴾ بالتكبير و﴿صلى﴾ يعنى خرج إلى العيد فصلى.
وقال وكيع بن الجراح ﵀: زكاة الفطر لرمضان كسجدة السهو للصلاة.
وفرض رسول الله ﷺ -زكاة الفطر طهرة للصائم من الرفث فكأنها جبران للصائم لما دخله من النقصان بالآثام من اللغو والرفث والكذب والغيبة والنميمة وأكل الشبهات والنظر إلى المستحسنات، فجعلت الفطرة مكفرة لها ومتممة للصيام جابرة له، كالتوبة للذنوب والاستغفار لها، والسجود للسهو، فكما أن السجود للسهو شرع ترغيمًا

2 / 28