والرحيم: بالمؤمنين خاصة بالهداية والتوفيق في الدنيا وبالجنة والرؤية في الآخرة، قال الله تعالى: ﴿وكان بالمؤمنين رحيمًا﴾ [الأحزاب: ٤٣].
فالرحمن خاص اللفظ عام المعنى، والرحيم عام اللفظ خاص المعنى، فالرحمن خاص من حيث أنه لا يجوز أن يسمى به أحد غير الله، عام من حيث أنه يشمل جميع الموجودات من طريق الخلق والرزق والنفع والدفع، والرحيم عام من حيث اشتراك المخلوقين في المسمى به خاص من طريق المعنى، لأنه يرجع إلى اللطف والتوفيق.
وقال ابن عباس ﵄: هما اسمان دقيقان أحدهما أدق من الآخر.
وقال مجاهد ﵀: الرحمن بأهل الدنيا الرحيم بأهل الآخرة.
وفي الدعاء: يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة.
وقال الضحاك ﵀: الرحمن بأهل السماء حيث أسكنهم السموات وطوقهم الطاعات، وجنبهم الآفات، وقطع عنهم المطامع واللذات، والرحيم بأهل الأرض حيث أرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب.
وقال عكرمة ﵀: الرحمن برحمة واحدة، والرحيم بمائة رحمة.
وروى أبو هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «إن لله ﷿ مائة رحمة، وأنه أنزل منها رحمة واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقه، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون، وأخر تسعة وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة».
وفي لفظ آخر: «وإن الله تعالى قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة ويرحم بها عباده يوم القيامة».
الرحمن الذي إذا سئل أعطى، والرحيم الذي إذا لم يسأل غضب.
وقال النبي ﷺ في حديث أبي هريرة ﵁: «من لا يسأل الله يغضب عليه».
وقال الشاعر:
الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب