106

غنیه لټولو هغه کسانو ته چې د حق لاره غواړي

الغنية لطالبي طريق الحق

پوهندوی

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

وقد حمل بعض السلف قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾ [البقرة: ٢٠٧] على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وروى أن عمر بن الخطاب ﵁ سمع إنسانًا يقرأ هذه الآية، فقال: ﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ [البقرة: ١٥٦]، قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل. وعن أبي أمامة ﵁ قال: إن رسول الله- ﷺ قال: «أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر». وعن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله- ﷺ: «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله». وقد ذكر الله تعالى الذي ينهى عن المنكر، وتأخذه العزة فلا يمتنع، فقال تعالى: ﴿وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم﴾ [البقرة: ٢٠٦] الآية. وقال ابن مسعود ﵁: إن من أكبر الذنوب عند الله تعالى أن يقال للعبد اتق الله، فيقول: عليك بنفسك. وجميع ذلك عام في حق الصالح والطالح. وروى أبو هريرة ﵁ أن النبي- ﷺ قال: «مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه». ولأنه لا يخلو أحد من معصية إما ظاهرًا وإما باطنًا. فإن قلنا لا ينكر إلا المتنزه عنه، تعذر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيندرس الدين ويضمحل. (فصل) والذي يؤمر به وينكر على ضربين: فكل ما وافق الكتاب والسنة والعقل فهو معروف. وكل ما خالف ذلك فهو منكر. ثم ذلك ينقسم قسمين:

1 / 115