على المنطقة، فاستغلت أقرب فرصة للتعبير عن رفضها القاطع للدعوة الجديدة، ومحاربتها بكل الوجوه، فكان ذلك التعدي، وتلك المواقف الغادرة من بعض أمراء وقبائل المنطقة ضدّ الدعاة - الذين أرسلهم النبي ﷺ إلى ذات أطلاح، ثُمَّ مقتل الحارث بن عمير الأزدي مبعوث النبي ﷺ إلى ملك بصرى.
فكان على الرسول ﷺ أن يتخذ موقفًا حاسمًا إزاء القبائل العربية النصرانية الموالية للبيزنطيين بعد المواقف التي اتّخذها بعض أمرائها من دعاة الإسلام ورسلهم إلى الشام١.
فكانت غزوة مؤتة في السنة الثامنة، ثُمَّ توالت السرايا والبعوث النبوية بعد ذلك، فكانت ذات السلاسل، ثُمَّ أُبنى، وغيرها من البعوث والسرايا التي كانت جميعها بما فيها غزوة مؤتة وما قبلها من السرايا تصب في بوتقةِ نشر الدعوة وإعلاء كلمة الله، وتمهيد للفتوحات الإسلامية في تلك المنقطة الغالية والعزيزة على قلوب المسلمين بحسب ما ذكرناه من الاعتبارات السابقة. والله تعالى أعلم.