303

Ghazwah of Mu'tah and the Northern Saraya and Prophetic Missions

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

على أعدائهم، وكأنهم عقبان تُلاحِق فرائسها، كيف لا!؟ وهم يتحسّسون الجنّة ونعيمها، وكأنّهم يرونها أمامهم رأين العين، فيندفعون إليها جارفين أمامهم سدود الأعداء، جاعلين منها طُرُقًا مُمَهَّدة للدخول إليها".
لقد تمَّلت هذه الحقيقة واضحة العيان في قتال القادة الثلاثة واندفاعهم بالمسلمين صوب أعدائهم في العمق، حتى أصبحت قصص استشهادهم صورًا رائعة للبطولة، يمكن أن يؤلّف في كلّ واحدةٍ منها كتابٌ مستقلّ".
إنّهم فعلًا لا يقاتلون الناس بعددٍ ولا عدّة، كما ذكر عبد الله بن رواحة ﵁ القائد الثالث، وإنما يقاتلون بتأييد الله ﷿ لهم، ووعده إيّاهم بالنصر والتمكين، وسواء قُتِلُوا أم غَلَبُوا، فهم في كِلا الحالين فائزون بِرِضَى الله ﷿ عنهم، وموعودون بالأجر العظيم يوم القيامة، قال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يَشْرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نَأْتِيْهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ . [سورة النساء، الآية: ٧٤] .
تموين الجيش الإسلامي، وتسليحه:
وضَّحت رواية عوف بن مالك الأشجعي ﵁ أنّ تموين جيش المسلمين كان يعتمد أحيانًا على تبرعات الموسرين من المشاركين فيه، وتلك عادة حسنة للعرب في جاهليتهم١، زادها الإسلام قوّةً وتماسكًا حيث كان الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - يتسابقون في الإنفاق في

١ انظر: (ابن كثير: البداية والنهاية ٣/٢٥٩) .

1 / 375