285

Ghazwah of Mu'tah and the Northern Saraya and Prophetic Missions

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ويدرك ما قام به خالد والمسلمون من تنظيم انسحابٍ رائعٍ ومنظَّمٍ. يتدخَّل رسولُ الله ﷺ بقوةْ ليرُدَّ عن الجيش البطل الشجاع، ويرُدَّ على تعيير أهل المدينة لهم بالفُرَّار قائلًا:
[٨٨] "ليسوا بالفُرَّار، ولكنَّهم الكُرَّار إن شاء الله تعالى"١.
ويأمر سلمة وغيره مِمَّن تحرَّج من تعيير المسلمين بالخروج إلى الصَّلاة دون حرج، ودون وجل، فهم أبطال كُرَّار على العدوِّ إن شاء الله تعالى، وليسوا فُرَّارًا.
وحتَّى يُرَسِّخ هذه الحقيقة في نفوس الجميع، اجتمع رسولُ الله ﷺ مع الجيش وقائده البطل خالد بن الوليد ﵁، فقام عوف بن مالك الأشجعي ﵁، فقصَّ على النَّبيِّ ﷺ:
[٨٩] "قصة المددي، وما فعل خالد. فقال رسولُ الله ﷺ: "يا خالد! ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله! لقد استكثرته. فقال رسولُ الله ﷺ: "يا خالد! رُدَّ عليه ما أخذت منه". قال عوف: فقلت له: دونك يا خالد، ألم أفِ لك؟ فقال رسولُ الله ﷺ: وما ذلك؟ فأخبرته. فغضب رسولُ الله ﷺ: "٢.
[٩٠] "فقال: لا تعطه يا خالد! هل أنتم تاركون لي أُمرائي؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجلٍ استرعى إبلًا وغنمًا فرعاها ثُمَّ تحيَّن سقيها، فأوردها حوضًا فشرعت فيه، فشربت صفوه وتركت كدره، فصفْوُهُ لكم، وكَدَره عليهم"٣.

١ من مرسل عروة، وقد سبق تخريجه برقم [٣١] .
٢ من رواية عوف عند أبي داود، وقد سبق تخريجها برقم [٦٠] .
٣ من رواية عوف عند أبي داود، وقد سبق تخريجها برقم [٦٠] .

1 / 352