المدينة، وهي باتِّفاق الجغرافيين من أرض الحجاز لا من أرض الشام حيث عدَّ بعضهم معان من الحجاز، ولم أجد من يعرف ذات أطلاح اليوم١".
قلت: "كأنَّ البلادي لم يطَّلِع على رواية عروة، والزهري، موسى بن عقبة عند البيهقي، وعند ابن حجر، حيث حددوا مكانها بالبلقاء، والبلقاء كما هو معروف عند الجغرافيين والبلدانيين، ومنهم البلادي نفسه٢، أنَّها من أرض الشام".
قال أحمد عادل كمال: "ذات أطلاح موقع بأطراف الشام من وراء وادي القرى لم نستطع تحديد مكانه بدقَّة على الخريطة، غير أنه بلا ريب كان في نواحي مؤتة كما يُفْهَم من الأحداث٣".
قلت: "وهو كذلك، حيث ذكر بعض المؤرخين أنَّ هذه السرية كانت من الأسباب المباشرة لغزوة مؤتة، ورُبَّما كان المكان الذي التقى به أصحاب السرية بجمع قضاعة، وكانت عنده تلك الملحمة التي راح ضحيتها أولئك الدُّعاة الأبرار، أقول ربَّما كان المكان غير مأهول قديمًا، أو رُبَّما تغيَّر اسمه مع الزمن، فأصبح لا يُعْرَف بالاسم القديم". والله تعالى أعلم.