الغيبه للنعماني
الغيبة للنعماني
إن في قول أبي عبد الله(ع)هذا لمعتبرا ومزدجرا عن العمى والشك والارتياب وتنبيها للساهي الغافل ودلالة للمتلدد الحيران أليس فيما قد ذكر وأبين من مقدار العمر والحال التي يظهر القائم(ع )عليها عند ظهوره بصورة الفتى والشاب ما فيه كفاية لأولي الألباب وما ينبغي لعاقل ذي بصيرة أن يطول عليه الأمد وأن يستعجل أمر الله قبل أوانه وحضور أيامه بلا تغيير ولذكرا للوقت الذي ذكر أنه يظهر فيه مع انقضائه فإن قولهم(ع)الذي يروى عنهم في الوقت إنما هو على جهة التسكين للشيعة (1) والتقريب للأمر عليها إذ كانوا قد قالوا إنا لا نوقت ومن روى لكم عنا توقيتا فلا تصدقوه ولا تهابوا أن تكذبوه ولا تعملوا عليه وإنما شأن المؤمنين أن يدينوا الله بالتسليم لكل ما يأتي عن الأئمة(ع)وكانوا أعلم بما قالوا لأن من سلم لأمرهم وتيقن أنه الحق سعد به وسلم له دينه ومن عارض وشك وناقض واقترح على الله تعالى واختار منع اقتراحه وعدم اختياره ولم يعط مراده وهواه ولم ير ما يحبه (2) وحصل على الحيرة والضلال والشك والتبلد والتلدد (3) والتنقل من مذهب إلى مذهب ومن مقالة إلى أخرى وكان عاقبة أمره خسرا.
وإن إماما هذه منزلته من الله عز وجل وبه ينتقم لنفسه ودينه وأوليائه وينجز لرسوله ما وعده من إظهار دينه على الدين كله ولو كره المشركون حتى لا يكون في الأرض كلها إلا دينه الخالص به وعلى يديه لحقيق (4) بأن لا يدعي
مخ ۱۹۰